لمياء شديد
ينطلق الموسم السياحي بتعثر ملحوظ نتيجة ظروف مختلفة، منها ما هو مرتبط بالأوضاع الأمنية، والملفات العالقة من «سلسلة الرتب والرواتب» والإضرابات النقابية، وما هو مرتبط بانعكاسات النزوح السوري والأعداد الكبيرة المنتشرة في المدن والقرى والبلدات.
تعاني منطقة البترون من هذه الانعكاسات، لا سيما على ضفاف نهر الجوز ضمن نطاق التجمع السياحي في منطقة كفرحلدا ـ بساتين العصي وبيت شلالا.
لكن، على الرغم من ذلك، تنشط الاستعدادات في الساحل البتروني، لا سيما في مدينة البترون، لاستقبال موسم سياحي تُعلّق عليه الآمال، حيث بدأت الاستعدادات والتحضيرات لتنظيم النشاطات السياحية والفنية التي باتت محطة سنوية ينتظرها البترونيون ومعهم اللبنانيون كافة.
فيما بدأت الأعمال اللوجستية لتنظيم مهرجانات البترون، وبدأت المؤسسات السياحية والمطاعم والمرابع الليلية بوضع برامج ترضي أذواق الناس وتجذبهم الى مدينة السهر والفن والجمال.
حركة خفيفة
أما في المنطقة الجبلية فهناك تريث في انطلاق الموسم السياحي الصيفي، ويوضح أصحاب مطاعم في كفرحلدا لـ«السفير» أن تأخر الامتحانات الرسمية انعكس سلباً على بدء الموسم السياحي.
يؤكد نجيب الاهمجاني صاحب مطعم على ضفاف نهر الجوز أن «الحركة خفيفة، ونحن في انتظار عودة الاستقرار الأمني، ومعالجة الملفات العالقة من سلسلة الرتب والرواتب، لأن المواطنين يعيشون حالة من القلق تحول دون التوجه الى المطاعم والمناطق السياحية»، مضيفاً «الموسم تأخر.. ربما مع حل قضايا الناس تتحسن الظروف وننطلق في موسم سياحي جيد».
ثقل التداعيات
في المقلب الآخر، فإن أصحاب المطاعم في خراج بلدات بساتين العصي وبشتودار وبيت شلالا يئنون تحت ثقل تداعيات النزوح السوري الى المنطقة، ويشكو أصحاب مؤسسات من تأخر الموسم السياحي، موضحين لـ«السفير» أن «الحركة ضعيفة وخفيفة، ربما الظروف المعيشية هي السبب».
لكن المعاناة الكبرى التي يشكون منها هي النفايات والأوساخ التي تجتاح مجرى النهر الذي يعدونه مصدرا أساسيا لجذب السياح الى مطاعمهم ومؤسساتهم، لذا يعملون حالياً على تنظيف مجرى النهر من أكياس النفايات والأوساخ تفادياً لحصول كارثة تقضي على مؤسساتهم بالكامل، «فالزبون الذي يجلس أمام منظر نفايات تجري في المياه على بعد أمتار قليلة، لن يعود مجددا، وقد يضطر أحيانا للمغادرة فورا»، يقــول صاحب مطعم لـ«السفير».
ويسأل: «هل يعقل أن يكون مجرى النهر مكبا للنفايات والاوساخ، بعدما كان ثروة طبيعية تتميز بها مناطقنا؟»، مضيفا اليها «تداعيات النزوح التي لم تنته فصولها بعد بانتظار إيجاد حل جذري ينظم ظروف سكنهم في المناطق البترونية وغيرها من المناطق».
مطاعم جديدة
أما السياحة في الساحل البتروني فهي في مكان آخر، ورشة عمل ناشطة لاستقبال الموسم السياحي، والمطاعم بدأت تعزز فرق العمل والخدمة لديها استعدادا لحركة سياحية متوقعة في الصيف. مطاعم جديدة على خريطة البترون تستعد للانطلاق، وبرامج فنية وسهرات، حجوزات في المنتجعات السياحية تنبئ بموسم زاهر، وتبشر بمجيء المغتربين والسياح من مختلف دول العالم، كما يؤكد رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك الذي ينوه بجهود وزير السياحة ميشال فرعون «الذي بشرنا بأن السياحة اللبنانية على السكة الصحيحة، برغم الظروف الســــياسية والأمنيــــة والفــــراغ الرئاسي الذي له تأثيره وانعكاساته على كل القطاعات».
ويبدي الحرك تفاؤله، برغم كل ما يحدث، قائلا: «نحن متفائلون بالخير، ونتوقع المزيد من الازدهار السياحي، ونحن نشعر بأن هناك حماسة لافتة لصيف أفضل، والأجواء تشجع أصحاب المحال والمطاعم والمؤسسات السياحية على القيام بأعمال التحسين والتجديد وفتح مطاعم جديدة كلها توحي بأن الموسم السياحي في البترون هو موسم مميز، وفي هذا الإطار أطلقنا مهرجانات البترون لعام 2014 بكل شجاعة وحماسة واندفاع».
أما رئيس «لجنة مهرجانات البترون الدولية» فارس الجمال، فيشير إلى أن اللجنة مستمرة بالتحضير للمهرجان بإيمان أكبر من كل عام، داعيا أصدقاء البترون من لبنان وخارجه إلى أن يكونوا على الموعد مع البترون كما في كل صيف.