أكدت مصادر وزارية مطلعة لموقع imlebanon.org أن محركات التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية انطلقت من جديد وبقوة اعتباراً من عطلة نهاية الأسبوع على قاعدة رغبة “حزب الله” بإنهاء ملف الرئاسة في أسرع وقت ممكن لتأمين خلفيته اللبنانية في ظل الصورة المحتدمة إقليمياً.
وكشفت المصادر أن “حزب الله”، وانطلاقاً من الحوادث الأمنية التي شهدها لبنان الجمعة 20 حزيران 2014 اتخذ سلسلة قرارات سياسية وكلّف رئيس مجلس النواب نبيه بري إجراء الاتصالات السياسية اللازمة بشأن كيفية التوصل الى توافقات داخلية بشأنها. وهذه القرارات التي تشكل بالنسبة الى “حزب الله” رزمة واحدة لا فصل بينها تشمل ضرورة إنهاء الملف الرئاسي في أسرع وقت ممكن، تأليف حكومة جديدة تشكل استمرارية لحكومة الرئيس تمام سلام وإقرار تمديد جديد لمجلس النواب ريثما تتضح الصورة الإقليمية.
وتؤكد المصادر أن “حزب الله” يتجه من خلال قنوات دولية ومحلية الى إبلاغ موقفه المؤيد لترشيح قائد الجيش العماد جان قهوجي كمرشح توافقي في ظل الأوضاع الأمنية التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة. وهذه القنوات تتمثل في الاتصالات الإيرانية- الأميركية من جهة على اعتبار أن الأميركيين يعتبرون قهوجي مرشحاً مناسباً في هذه المرحلة وهم مستعدون لتسويق اسمه لدى كافة الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية، وتتمثل أيضا في الداخل برئيس مجلس النواب الذي سيواجه عقبة أساسية تتمثل في إقناع حليفه النائب وليد جنبلاط بتبني ترشيح قهوجي بعدما كان أعلن صراحة معارضته وصول قائد الجيش.
وتشير المصادر الى أن “حزب الله” لن يقدم على إبلاغ حليفه العماد ميشال عون بقراره السير بترشيح قهوجي قبل تأمين موافقة قوى 14 آذار وجنبلاط عليه، وذلك تفادياً إشكال مبكر مع عون وخصوصا في حال رفضت قوى 14 آذار السير بقهوجي. كما أن الحزب سيصرّ على التوافق حول انتخاب قهوجي وتشكيل الحكومة الجديدة والتمديد للمجلس دفعة واحدة كشرط مسبق للتوافق ولعدم الوقوع في مطبات جديدة بعد الانتخابات الرئاسية.
وتختم المصادر بأن الأيام والأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تزخيماً في الاتصالات والمشاورات إقليمياً وداخلياً تحت شعار ضرورة تثبيت الاستقرار الداخلي وتفادي انغماس لبنان في الفتنة، ما يحتّم إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت والإتيان برئيس قادر على الإمساك بالوضع الداخلي انطلاقاً من البوابة الأمنية التي يدقّ عليها الإرهاب مجددا، ما يعزّز حظوظ قهوجي على جميع المرشحين الآخرين.