طوني رزق
لم يذكر أحدث تقرير دولي اسم لبنان في إطار البحث والمستجدات حول التخلي عن السرية المصرفية لصالح التدابير الدولية، وتحديداً الاميركية، في محاربة التهريب من دفع الضريبة. امّا التقرير المذكور فتضمّن بشكل رئيسي انضمام سويسرا، المركز المصرفي الدولي والتاريخي، الى اتفاقية دولية لمحاربة التهرّب الضريبي الذي يحصل، وذلك على حساب السرية المصرفية، وهو اتفاق وقّع من قبل 47 دولة.
ومن هذه الدول الموقعة يمكن ذِكر كلّ من الهند وسنغافورة. وتتمحور الاتفاقية الدولية الجديدة حول التعاون في تبادل المعلومات للمساعدة في الحد من جرائم التهرّب الضريبي التي باتت تهدد النظام الضريبي العالمي.
وتعتبر موافقة سويسرا بحدّ ذاتها انجازاً وتطوراً تاريخياً ومحطة فاصلة، نظراً لكون سويسرا المدافعة الاولى عالمياً عن نظام السرية المصرفية على المستوى التاريخي والمصرفي. وجاء ذلك على رغم مطالبة سويسرا بأنّ ايّ خرق للسرية المصرفية سيكون محصوراً فقط في ملفات تتعلق بالتهرب الضريبي من دون غيره.
وفي المقابل فإنّ دولاً مثل باناما ودبي ما زالتا تعترضان على الاتفاق الدولي المذكور، وهذا ما يشكّل تهديداً للاتفاق بكامله. لكنّ ذلك لم يمر من دون ابداء عدد من دول مجموعة العشرين عن اتجاهها لفرض عقوبات على الدول التي ترفض الاتفاق في وقت لاحق من هذا العام. ويأتي الموقف السويسري الجديد نتيجة لاقتناع عام بأنّ التهرب الضريبي يكمن وراء العديد من الازمات الاقتصادية التي يواجهها العالم. فالتهرب الضريبي لا يحرم فقط الحكومات من الاموال الضرورية لدعم النمو الاقتصادي، بل انه بات يهدد النظام الضريبي العالمي نفسه.
ويأتي إذعان سويسرا تحت ضغوط دولية واميركية بالتحديد، على رغم انه أثار تساؤلات محلية سويسرية حول الكلفة الباهظة لهذا التوقيع. امّا لبنان فهل ينجح بالتوفيق بين السرية المصرفية والتهرب الضريبي او يتعرّض للعقوبات الدولية بدءاً من الاشهر المتبقية من العام الحالي؟
السوق اللبنانية
كما كان متوقعاً، تراجعت بورصة بيروت الرسمية للأسهم غداة الانفجار الذي هزّ الضاحية الجنوبية أمس الاول، وتحديداً منطقة الطيونة. فتراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,22 في المئة الى 13,67 دولاراً، وانخفضت اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 1,31 في المئة الى 13,51 دولاراً وانخفضت ايضاً أسهم بنك بيروت العادية 0,97 في المئة الى 205,50 دولارات، كما تراجعت اسهم بنك بيروت الفئة (E) بنسبة 0,97 في المئة الى 25,50 دولاراً واسهم البنك نفسه الفئة (H) بنسبة 0,77 في المئة الى 25,50 دولاراً. وفي حين استقرت أسهم بنك عودة العادية على 6,45 دولارات ارتفعت اسهم بنك بيمو فئة العام 2013 بنسبة واحد في المئة الى 101 دولار.
وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0,17 في المئة الى 11,222 مليار دولار. امّا في سوق القطع فواصلَ مصرف لبنان التزامه سياسة الاستقرار النقدي، فأقفلَ اسعار الدولار مستقرة على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع، وعلى السعر الوسطي 1507,50 ليرة.
اسواق الصرف العالمية
تحركت اسعار صرف الدولار الاميركي ضمن نطاق ضيّق إزاء العملات الرئيسية الاخرى، مع التزام المستثمرين جانب الحذر والترقّب قبيل صدور بيانات الناتج القومي في الولايات المتحدة الاميركية اليوم.
ويتابع المستثمرون البيانات الاقتصادية لتلمّس الاتجاهات المستقبلية للاقتصاد الاميركي، ويدفعهم الى ذلك تباين التقارير المتتالية التي ما زالت تترك الاسواق في حيرة، وخصوصاً مع تباين المواقف الرسمية على هذه المستويات، والتي تدفع التقارير الضعيفة للاعتقاد أنّ الاحتياطي الفدرالي الاميركي سيبقي اسعار الفائدة الاميركية متدنية بقوة.
وعليه، ارتفع اليورو بنسبة 0,14 في المئة الى 1,3624 دولار وتراجع الدولار 0,05 في المئة الى 101,88 يناً وبنسبة 0,03 في المئة الى 1,0729 دولار كندي وبنسبة 0,11 في المئة الى 0,8933 فرنك سويسري. وفي حين تراجع الاسترليني 0,19 في المئة الى 1,6997 دولار، انخفض الدولار الاوسترالي 0,23 في المئة الى 0,94 دولار.
الاسهم العالمية
كان أداء الاسهم الاوروبية ضعيفاً أمس عقب تراجع مؤشر ثقة رجال الاعمال في المانيا لأدنى مستوى له خلال العام الجاري. وجاء ذلك مع تباطؤ حركة الاسعار في كل من الولايات المتحدة الاميركية وآسيا.
فتراجع مؤشّر فوتسي البريطاني بنسبة 0,25 في المئة الى 6784 نقطة، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,15 في المئة الى 4523 نقطة، وزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,02 في المئة الى 9963 نقطة، وارتفع مؤشر نيكي الياباني في بورصة طوكيو بنسبة 0,05 في المئة الى 15376 نقطة، وزاد مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0,33 في المئة الى 22881 نقطة.
وفي بورصة وول ستريت في نيويورك تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0,06 في المئة الى 16937 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,01 في المئة الى 1963 نقطة، واخيراً ارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,01 في المئة الى 4369 نقطة، ويأتي تذبذب أسعار الاسهم الاميركية مع ترقّب الاسواق للتقارير الاقتصادية بحذر.
الذهب
ارتفع سعر المعدن الاصفر بنسبة 0,52 في المئة الى 1325,20 دولاراً للأونصة، كما زاد سعر الفضة بنسبة 1,01 في المئة الى 21,18 دولاراً للأونصة. واستقر الذهب أمس من دون اعلى مستوى له في شهرين، مع متابعة الاسواق انتعاش الاقتصاد في الولايات المتحدة الاميركية ومع استمرار بطء الاقبال على الشراء. ويلقى الذهب الدعم من الاقبال عليه تخوّفاً من تدهور الاوضاع، وخصوصاً بعد التطورات العراقية.
النفط
تراجعت اسعار النفط الاميركي في نيويورك أمس بنسبة 0,22 في المئة الى 105,94 دولارات للبرميل، كما تراجع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,03 في المئة الى 114,09 دولاراً للبرميل. وما زالت اسعار النفط تلقى دعماً جرّاء القلق من إعاقة الامدادات النفطية العالمية بسبب تدهور الاوضاع، وخصوصاً في العراق.