اقترح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خطوتين لا ثالث لهما في رأيه، قد توقفان الشغور الرئاسي، تتمثل الأولى في دعوة بكركي الى اجتماع للنواب المسيحيين كافة في الصرح يتم خلالها وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، أما الثانية فتكمن في ضغط شعبي يمارسه ناخبو رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون عليه، للنزول الى الجلسات وانتخاب رئيس جديد.
جعجع، وفي حديث لـ”المركزية”، أكد أن انتظار الخارج لن يجدي نفعا، لأن الدول العربية والغربية منهمكة كلها بقضايا أقليمية أكثر أهمية من لبنان، وآخرها الملف العراقي، مستبعدًا ان تكون خلفية تعطيل الانتخابات الرئاسية الوصول الى مؤتمر تأسيسي بل وصول رئيس يريده “حزب الله”، ومشيرا الى ان أقصى ما يمكن ان نشهده أمنيا هو ما حصل في الايام الماضية فالاجواء ستبقى هادئة في الوقت الحاضر.
ولفت الى أنه منذ انقضاء المهلة الدستورية نبحث في اجتماعاتنا، وآخرها في بكركي، عما يمكن فعله للخروج من أزمة الشغور، وقال: “طرحت مبادرتي وتتضمن احتمالات عدة، لكني لم ألق جوابا. وفي رأيي الشخصي، هناك أمران يمكن فعلهما راهنا وكل شيء آخر يكون “كمن يعدّ سمكا في البحر”.
وعن مدى امكانية تجاوب عون مع هاتين الخطوتين، رأى جعجع أن عون لديه حسابات انتخابية نيابية وهو بحاجة الى الناس، وهو سيرى ان موقفه هذا، وعدم تجاوب تكتله مع اي دعوة من بكركي سيخسّره كل شيء، معتبرا ان المسألة طويلة اذا لم يتحرك من صوتوا لعون أو يجتمع كل النواب المسيحيين في بكركي. وأضاف: “الخارج مشغول بقضايا أهم كالعراق وغيرها، ومنذ 4 سنوات، العديد من الدول العربية والغربية لم تعد مهتمة بلبنان، وهذا أمر طبيعي، وهكذا يجب ان تسير الامور أصلا” .
وتابع: “حزب الله يستفيد من تعنت عون، لانتخاب رئيس يناسب تطلعاته، فيكون ثمن ازالته عون كبيرا ويطالب مقابل ازاحة عون بايصال الرئيس الفعلي الذي يريد. والحزب اليوم يستفيد من تعطيل عون ويساعده فيه للوصول الى رئيس يريده هو وليس الى مؤتمر تأسيسي، وبقدر ما يعطل عون، يستفيد “حزب الله”.
ورأى جعجع ان لا صلة بين التوتير الامني والفراغ الرئاسي، وقال: “قد يكون “حزب الله” يريد رئيسا من العسكر، لكن لا علاقة لذلك بالتوتير الامني الذي حصل أخيرا. فهذه الحوادث بدأت مع تدخله في سوريا ولا ندري اذا كان يفكر اليوم في الذهاب الى العراق”.