حسين سعد
لم تخف فاطمة عز الدين تأففها من تأخير عمليات دفع البدل المالي للفواتير للمستفيدين من مركز «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» في صور، لا سيما أن لديها استحقاقا شهريا يجب أن تدفعه للصيدلية التي تبتاع منها الدواء، وثمن هذا الدواء مرتفع الثمن دائماً.
قبل فترة كانت الأمور أفضل في مركز ضمان صور بالنسبة لفاطمة، وعدد كبير من المضمونين كانوا يحصلون على شيكاتهم خلال فترة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، تلي عملية تقديم فواتير الدواء والفحوصات المخبرية بحسب الأصول المعمول بها في مراكز الضمان.
أما الآن فعليهم الانتظار شهرا كاملا للحصول على شيكاتهم، وربما أكثر في الأيام المقبلة، ما يرفع من معاناتهم وتكبدهم عناء تحمل الوقت، في ظل تكدس المعاملات التي تحتاج إلى توقيع الطبيب المراقب الذي أصبح وحيداً في المركز بعد إحالة ثلاثة من زملائه على التقاعد.
شهر كامل
يبدي جعفر انزعاجه من عملية التأخير في دفع أموال المستفيدين، وهو كان ينتظر دوره للحصول على الشيك من الضمان بعدما ضرب له موعدا لشهر كامل.
ويقول جعفر لـ«السفير»: «حاجتنا للحصول على بدلات فواتير الدواء والفحوصات، تنبع بالدرجة الأولى من الالتزامات التي نعطيها للصيدليات»، مضيفا «قبل شهور كنا نحصل على أموالنا خلال فترة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، لكن حالياً نحتاج إلى أكثر من شهر»، مطالباً برفع عدد الأطباء المراقبين حتى يتمكنوا من انجاز معاملات المواطنين.
3 إلى التقاعد
تؤكد مصادر مركز الضمان الاجتماعي في صور الذي يضم حوالي 15 ألف منتسب، أن «تأخير مواعيد دفع البدلات المالية للمستفيدين بواسطة شيكات، يعود إلى العدد الكبير للمعاملات التي تحتاج إلى توقيع الطبيب المراقب، بعدما تكون قد أنجزت بالسرعة المطلوبة من جانب الموظفين».
توضح هذه المصادر لـ«السفير» أن «عدد الأطباء المراقبين في مركز الضمان، كان أربعة أطباء، وقد أحيل ثلاثة منهم على التقاعد، ولم يبق سوى طبيب واحد لا يستطيع انجاز توقيع وتدقيق الفواتير، ومتابعة عمل الضمان في 3 مستشفيات في صور ومستثفيات أخرى في بنت جبيل».
وتؤكد أنه «في حال لم يتم تعيين أطباء مراقبين إضافيين، سيبقى وضع التأخير على ما هو عليه وربما إلى الأسوأ، نتيجة تراكم المعاملات التي تحتاج إلى توقيع الطبيب المراقب»، آملة أن يصار قريباً إلى تعيين أطباء لتخفيف الأعباء عن المستفيدين وحتى الموظفين.