إزدادت جاذبية السوق المصرفية اللبنانية أخيراً بقوّة في أوساط اصحاب الثروات وخصوصاً هؤلاء الموجودين في دول الجوار التي تدهور الوضع الامني والعسكري فيها، فضلاً عن ضعف اسعار الفائدة في الدول الغربية واستمرار التشدد حيال اموال مواطني بعض الدول.
لاحظ مراقبون، بدءاً من النصف الثاني من شهر حزيران الجاري، ارتفاع منسوب التحويلات المالية الخارجية الى لبنان بشكل لافت، ومن مختلف الدول والقارات.
وعلى رغم اعتياد السوق اللبنانية مع مطلع كل صيف على تزايد حجم التحويلات المذكورة ايذاناً بمجيء آلاف المغتربين اللبنانيين لقضاء العطلة الصيفية في الربوع اللبنانية، الّا انّ محللين أبدوا اعتقادهم انّ قسماً مهماً من هذه التحويلات يعود الى رغبة وقرار لدى المتمولين من لبنانيين كما من جنسيات اخرى في اعادة التموضع على الصعيد المالي. ويبدو انهم وجدوا انّ لبنان، والسوق المصرفية تحديداً فيه، هي افضل من مثيلاتها في المنطقة المحيطة وفي دول اوروبية ايضاً.
وقد يرتبط ذلك جزئياً بتراجع اسعار الفائدة العالمية من دون ان تلوح في الافق بوادر الى احتمالات بدء هذه الاسعار في المدى المنظور ولا حتى المتوسط. كما يعود ايضاً الى الحذر والتشدد والقلق الذي يصيب كبريات المصارف العالمية في استقبال اموال من مجموعة متزايدة من الدول التي يصعب المراقبة الشفافة فيها.
اذ انّ ذلك قد يعرّضها للعصا الاميركية الموجعة جداً وغير المتسامحة في حجم الغرامات الباهظة والعملاقة التي تفرضها على المصارف الدولية على خلفية خرق القرارات الدولية على مستوى تبييض الاموال وتمويل الارهاب والتهرب الضريبي.
أمّا البعض الآخر من المراقبين فيعيد سبب تزايد التحويلات المفاجئة الى لبنان الى التطورات الاخيرة في العراق وتداعياتها المحتملة على دول الجوار، الامر الذي أثار حفيظة اصحاب الثروات والذين وجدوا انّ القطاع المصرفي اللبناني ما زال الافضل والاكثر أماناً مع حرص هذا القطاع الدائم والمتواصل على طمأنة الجهات الدولية عموماً والسلطات النقدية الاميركية خصوصاً.
السوق اللبنانية
ما زال المستثمرون بالأسهم اللبنانية المدرجة في بورصة بيروت الرسمية يلتزمون جانب الحذر والترقب، وقد انعكس ذلك مراوحة لأسعار الاسهم ضمن نطاقات ضيقة، وقد تراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,36 في المئة الى 13,62 دولاراً وزادت اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,66 في المئة الى 13,60 دولاراً وتراجعت اسهم بنك عودة بنسبة 0,93 في المئة الى 6,39 دولارات كما انخفضت اسهم بلوم فئة GDR 0,10 في المئة الى 9,40 دولارات وزادت اسعار اسهم بنك بيروت العادية 1,08 في المئة الى 19 دولاراً وبنك بيبلوس (2009) بنسبة 0,79 في المئة الى 101 دولار.
واستقرت الاسهم التالية: بنك بيبلوس العادية على 1,59 دولار وبنك بلوم العادية على 8,79 دولارات وبنك بيبلوس فئة العام 2008 على 1,59 دولار. وبلغ حجم التداول الاجمالي أمس 106960 سهماً قيمتها 1,11 مليون دولار. وجرى تبادل 44 عملية داخل ردهة البورصة التي تراجعت قيمتها أمس 0,12 في المئة الى 11,208 مليار دولار.
أمّا في سوق القطع فاستقرّت اسعار الدولار الاميركي الرسمية على 1501 ليرة للشراء وعلى 1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
تماسك الدولار الاميركي وتحركت اسعار العملات ضمن نطاقات ضيقة أمس في اسواق الصرف العالمية مع ترقب الاسواق المذكورة لتقارير السلع المعمرة في الولايات المتحدة الاميركية للتأكّد من اتجاهات النمو الاقتصادي الاميركي وتأثيرها على قرارات رفع اسعار الفائدة في الاحتياطي الفدرالي الاميركي. وكانت تقارير أمس الاول ايجابية في نيويورك على مستوى تقارير مؤشّر ثقة المستهلكين ومبيعات المنازل التي زادت الى اعلى مستوى لها في ستة اعوام.
وعليه، تراجع اليورو أمس بنسبة 0,01 في المئة الى 1,3604 دولار وارتفع الدولار 0,06 في المئة الى 0,8943 فرنك سويسري، وتراجع الدولار من جهة اخرى بنسبة 0,04 في المئة الى 1,0741 دولار كندي وبنسبة 0,03 في المئة الى 101,94 يناً يابانياً.
امّا الدولار الاوسترالي فاستقرّ على 0,9368 دولار، وتأثّر الجنيه الاسترليني بتصريح رئيس بنك انكلترا الذي قال فيه انه غير مرتاح لتقارير الاجور التي قد تؤخّر أيّ رفع لأسعار الفائدة البريطانية، فتراجع 0,06 في المئة الى 1,6975 دولار.
الأسهم العالمية
كانت البورصات العالمية على اختلافها ضعيفة أمس حيث تراجعت مختلف المؤشرات مع عمليات بيع لجَني الارباح، فتراجع مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت بنسبة 0,70 في المئة الى 16818 نقطة، كما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,64 في المئة الى 1950 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك بنسبة 0,42 في المئة الى 4350 نقطة.
وفي اوروبا انخفض مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,61 في المئة الى 6745 نقطة، وهبط مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,65 في المئة الى 4489 نقطة، كما تراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,37 في المئة الى 9902 نقطة.
وفي آسيا انخفض مؤشر نيكي الياباني في بورصة طوكيو بنسبة 0,71 في المئة ليغلق على 15267 نقطة، كما انخفض مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,06 في المئة الى 22867 نقطة.
الذهب
انخفض سعر الذهب أمس بعد الظهر بنسبة 0,58 في المئة الى 1313,70 دولاراً للاونصة، كما تراجع سعر الفضة بنسبة 0,91 في المئة الى 20,91 دولاراً للاونصة. وتأثر سعر الذهب أمس باستمرار ضعف الطلب والإقبال على شرائه، وهذه العمليات تأثرت بدورها بارتفاع أسعار فوق مستوى 1300 دولار للاونصة. لكن الوضع الجيوسياسي ما زال يشكل دعماً من جهة اخرى.
النفط
ارتفعت اسعار النفط الاميركي في نيويورك بعد ظهر امس بنسبة 0,58 في المئة الى 106,64 دولارات للبرميل. لكن اسعار نفط برنت الخام في اوروبا تراجعت بنسبة 0,50 في المئة الى 113,89 دولاراً للبرميل. ويلقى النفط دعماً متواصلاً من تدهور الوضع العسكري في العراق، فيتراوح حول أعلى مستوياته في تسعة اشهر، ويستبعد حالياً ارتفاع النفط الى مستويات أعلى.