سلوى بعلبكي
من الواضح أن المطورين العقاريين مطمئنون الى وضع السوق اللبنانية، ولا يتخوفون من اي ترجمة سلبية للأوضاع السياسية والامنية على الاسعار، معتمدين في ذلك على عوامل عدة لعل ابرزها أنه لم يحصل في تاريخ لبنان ان هبطت الاسعار على رغم الاحداث التي مر فيها.
صحيح أن الاستقرار الأمني والسياسي، عامل أساسي لنشاط القطاع العقاري، لكن يبدو أن المطورين العقاريين على قناعة بأن هذه المرحلة هي مرحلة ظرفية لن تطول، وتاليا لن تؤثر على السوق العقارية التي سرعان ما ستنتعش فور استتباب الاوضاع. المقتنعون بهذه الفكرة كثر وبينهم رئيس مجلس إدارة شركة Plus Properties جورج شهوان الذي يرى أن أسعار العقارات في لبنان لم تشهد انخفاضاً حتّى في ذروة الأزمتَين السياسيّة والاقتصاديّة، وهذا مؤشّر أساسي للسوق العقاريّة اللبنانيّة عموما. ويذهب بتفاؤله بعيدا، إذ يؤكد أنه ما أن تستقر الأوضاع في لبنان والمنطقة، فإن السوق العقارية ستشهد ارتفاعا في الاسعار تناهز الـ 15%، أما الاسعار في منطقة “سوليدير” فإنها ستتضاعف نظرا الى ندرة الاراضي فيها، “نبيع المتر في مشروع plus towers 1 وplus tower 2 بدءا من 6500 دولار للمتر الواحد، واتوقع ان يرتفع سعر المتر الى 12 الف دولار، لذا أنصح الذين يتريثون حتى الآن بالشراء الى عدم التردد والمبادرة الى الشراء قبل فوات الأوان”.
ولا يتخوف شهوان من فقاعة عقارية في لبنان، إذ لا وجود لمضاربين عقاريين كما في أوروبا أو دبي، فالذين يشترون في لبنان ليس بهدف التجارة بل بهدف السكن، بما يعطي ضمانة للسوق بأن يبقى متماسكا وقويا. ولا ينسى الاشارة الى السياسة الحكيمة لحاكم مصرف لبنان في هذا المجال خصوصا على صعيد المراقبة المسبقة لكل أنواع التمويل وخصوصا التطوير العقاري، التي ساهمت وتساهم بالمحافظة على القطاع من المخاطر. ولفت الى أن “الفورة العقاريّة” التي شهدها لبنان خلال الأعوام القليلة الماضية كانت استثنائيّة، وما نشهده اليوم هو عودة السوق إلى وضعها الطبيعي وليس تراجعاً حادّاً كما يعتقد البعض”.
ورغم الجمود الذي يتحدث عنه البعض، لا يتخوّف شهوان من “كساد” الشقق، إذ ما أن تأتي موجة تفاؤل واطمئنان الى البلد حتى تباع كل هذه الشقق بلمحة بصر. والامر يتوقف كذلك على حنكة المطور العقاري في أن يتبع السياسة الصحيحة حيال الفترة التي يدخل فيها الى السوق، وحجم المشروع وميزانيته.
“ثمة جمود صحيح” يقول شهوان، ولكن في المقابل لا تزال السوق مرنة وفيها حركة وان خجولة على صعيد البيع والشراء، إذ يشير الى حركة يقوم بها اللبنانيون المغتربون الذين يشكلون الرافعة الاساسية للقطاع العقاري عبر شرائهم الشقق المتوسطة والمرتفعة الثمن، اما اللبناني المقيم فهو يشترى الشقق الصغيرة (300 الف دولار).
وماذا عن الخليجيين؟ يلفت شهوان الى أنه منذ 5 اعوام حتى اليوم، فإن شراء الخليجيين شبه معدوم بإستثناء بعض المستثمرين الخليجيين الذين يشترون عقارات بهدف الاستثمار وليس السكن، لاقتناعهم بجدوى السوق العقارية في لبنان وكونهم يعانون الضرائب في اوروبا وخصوصا لندن.
ويتطرق الى مشكلة السكن في لبنان، فيلفت الى وجود قدرة اقتصادية متواضعة لدى الشباب، لذا لا بد من وضع سياسة سكنية. وهذه السياسة في حاجة الى اعادة احياء وزارة الاسكان التي هي بمثابة “المايسترو” للتنسيق بين المعنيين في القطاع من المطورين والمصارف والتنظيم المدني وغيرهم، ومن الاهمية منحها صلاحيات لإيجاد حلول للسكن والايجار والتملك.
ويتحدث شهوان عن مشاريع شركته ومنها plus tower tower 1 plus tower 2 في منطقة الوسط التجاري، فيلفت الى انه حصل بعض التأخير في انجاز المشروع بسبب وجود بعض الآثار في الموقع، ولكن سيتم تسليم المشروع بداية 2015. وقد اجرينا بعض التعديلات على المشروع، إذ حولنا الشقق الكبيرة الى شقق صغيرة (165م) تماشيا مع الطلب وحاجة السوق.