طوني رزق
في خطوة هي الأكثر قساوة في العقوبات الاميركية على الدول الاوروبية الكبرى المخالفة للاتفاقات الدولية وتحديداً التعامل مع الدول الموجودة على اللوائح السوداء وخرق قانون الضرائب الأميركي، تتجه الولايات المتحدة الى منع BNP من التعامل بالدولار لمدة عام واحد.
تتصاعد وتيرة وقساوة العقوبات المصرفية الاميركية على البنوك العالمية بشكل متزايد مع اتخاذها أخيراً منحىً دراماتيكياً ازاء بنك BNP الفرنسي الدولي. فقد كشفت اوساط مقربة انّ السلطات النقدية الاميركية سوف تفرض تسوية على البنك المذكور تمنعه بموجبها من التعامل بالدولار لمدة عام واحد. ويأتي ذلك في اطار غرامات مالية فرضت على البنك وتصل الى 9 مليارات دولار اميركي وهو رقم قياسي لم يسجل في التاريخ المصرفي العالمي قبلاً.
ويأتي منع التعامل بالدولار ليشمل عمليات محددة تتعلق بالنفط والغاز وفي مكاتب معنية مثل المكاتب في جنيف حيث كشفت خروقات المصرف والتي تشمل إخفاء عمليات تبلغ قيمتها نحو 30 مليار دولار جرت مع دول على اللائحة السوداء ومنها السودان وايران وكوبا بين العامين 2002 و2009 مع رصد استمرار بعض العمليات حتى العام 2011. وكانت أسهم المصرف تراجعت هذا العام بنسبة 12 في المئة لتبلغ قيمته نحو 62,1 مليار يورو او 84,6 مليار دولار اميركي.
وبذلك يكون بنك BNP ثاني بنك اوروبي رئيسي يتعرض للعقوبات الاميركية بعد مصرف Credit swise الذي كان وافق على دفع 2,6 مليار دولار اميركي بعد استعماله حسابات سرية سويسرية لمساعدة اميركيين على التهرب الضريبي. غير أنّ المنع من التعامل بالدولار يبقى أكثر قساوة.
السوق اللبنانية
راوحت بورصة بيروت الرسمية للاسهم في دائرة الضعف على مستوى تحركات الاسعار في حين أنّ حجم النشاط أمس كان افضل اذ بلغ 363125 سهماً قيمتها 3,7 ملايين دولار. ومع الانفجار الثالث في غضون ايام قليلة تراجعت أسهم سوليدير الفئة (أ) 0,07 في المئة الى 13,51 دولاراً واسهمها الفئة (ب) 2,13 في المئة الى 13,31 دولاراً.
وانخفضت ايضاً اسهم بنك بلوم GDR 0,21 في المئة الى 9,38 دولارات وارتفعت اسهم عودة العادية 0,15 في المئة الى 6,40 دولارات وبنك بيبلوس العادية 0,62 في المئة الى 1,60 دولار وبنك بلوم العادية 0,11 في المئة الى 8,80 دولارات.
واستقرت الاسهم التالية: بنك عودة الفئة (G) على 100 دولار وبنك بيبلوس العام (2008) و(2009) على 101 دولار وبنك بلوم الفئة 2011 على 10,20 دولارات. وفي سوق القطع المحلية إستقرت اسعار الدولار الاميركي على مستوياتها السابقة من دون أيّ تغيير.
أسواق الصرف العالمية
تعرضت العملة الاميركية امس لضغوطات اضافية نتيجة تقارير اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة الاميركية والتي عسكتها بيانات النموّ الاقتصادي في الفصل الاول الذي أظهر تراجعاً أكبر من المتوقع. غير أنّ الضغوط بقيت محدودة نتيجةَ إبداء الاحتياطي الفدرالي الاميركي في وقت سابق تفاؤله بشأن النموّ الاقتصادي الاميركي وذلك في الفصل الثاني من العام الجاري. فتراجع الدولار امس بنسبة 0,09 في المئة الى 101,78 ين ياباني وبنسبة 0,10 في المئة الى 1,0708 دولار كندي وزاد سعر صرف الدولار الاوسترالي 0,02 في المئة الى 0,941 دولار اميركي وزاد الجنيه الاسترليني بنسبة 0,23 في المئة الى 1,7022 دولار. أما اليورو فتراجع امس بنسبة 0,07 في المئة الى 1,3619 دولار اميركي وذلك في تداولات بعد الظهر.
الأسهم العالمية
إرتفعت أسعار الاسهم في بورصة وول ستريت أمس مع تجدّد التفاؤل باستمرار سياسات التحفيز الاقتصادي بعد تراجع النمو الاقتصادي الاميركي في الفصل الاول ومع تفاؤل إزاء الفصل الثاني. فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0,29 في المئة الى 16868 نقطة وارتفع مؤشر ناسداك 0,68 في المئة الى 4379,36 نقطة وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,49 في المئة الى 1959,53 نقط.
وفي البورصات الاوروبية ارتفعت الاسهم بعد اربعة ايام من التراجع وتلقت الاسهم الاوروبية دعماً من عمليات دمج واستحواذ فزاد مؤشر داكس الالماني 0,12 في المئة الى 9879 نقطة وارتفع مؤشر كاك الفرنسي 0,13 في المئة الى 4467 نقطة. وارتفع مؤشر فوتسي البريطاني 0,09 في المئة الى 6739 نقطة.
وأخيراً ارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0,27 في المئة الى 15308 نقاط كما زاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 1,45 في المئة الى 23198 نقطة.
الذهب
واصل الذهب تراجعه أمس لينخفض 0,83 في المئة الى 1311,60 دولاراً للاونصة كما تراجع سعر الفضة بنسبة 1,28 في المئة الى 20,90 دولاراً للاونصة. وجاء تراجع الذهب أمس في ردة فعل على ارتفاع أسعار الأسهم مع إقبال المستثمرين على التوظيفات ذات المخاطر المرتفعة وقد تستقرّ الاسعار فوق مستوى 1300 دولار بدعم من التوترات الجيوسياسية.
النفط
هذا، وكانت أسعار النفط العالمية متجهة نحو الانخفاض عموماً إذ انخفض سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,03 في المئة الى 106,47 دولارات للبرميل كما تراجع سعر نفط برنت الخام بنسبة 0,07 في المئة الى 113,92 دولاراً للبرميل. وتبقى أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها بدعم من التوتر المتواصل في العراق والتداعيات المحتملة على الإمدادات النفطية.