IMLebanon

تبرع السيسي بنصف راتبه ونصف ممتلكاته فكرّت سبحة المتبرعين

abed-el-fattah-el-sisi

صبري عبد الحفيظ

أثار إعلان عبد الفتاح السيسي تبرعه بنصف ثروته ونصف راتبه لمصلحة الوطن الكثير من ردود الفعل الإيجابية لدى المصريين، فسارع رجال أعمال وإعلاميون ومواطنون عاديون إلى التبرع.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخريج الدفعة 108 للكلية الحربية الثلاثاء: “لا بد أن يقدم كل مصري ومصرية تضحيات من أجل وطنهم، وأعاهدكم ألا يحصل أحد على أكثر من الحد الأقصى للأجور، وهو 42 ألف جنيه، كما إنني سأتنازل عن نصف راتبي ونصف الممتلكات التي ورثتها عن والدي لدعم مصر”.
بأموال وممتلكات أيضًا، سيرًا على نهج رئيسهم الذي ضرب لهم المثل بنفسه، أثنى خبراء إقتصاديون على المبادرة، لكنهم أعلنوا أنها غير كافية، وأن الحل الأمثل لإنقاذ الإقتصاد المصري يتمثل في العمل والإنتاج، وتحديد حد أقصى للأجور، إضافة إلى إلزام رجال الأعمال بدفع الضرائب.
وكرّت سلسلة التبرعات
سيرًا على نهج الرئيس، أعلن رجال أعمال وشخصيات عامة ومواطنون عاديون التبرع بأموال وممتلكات لمصلحة مبادرة السيسي، التي أطلق عليها شعار حملته الانتخابية “تحيا مصر”.
فأعلن رجل الأعمال ورئيس حزب الوفد، السيد البدوي، عن تبرعه بنصف دخله السنوي لدعم الاقتصاد الوطني. كما أعلن رجل الأعمال ومالك قنوات “سي بي سي” وجريدة الوطن، عن تبرعه بنصف ممتلكاته في شركات.
وتبرّع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، طليق الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، بمبلغ خمسة ملايين جنيه. فيما تبرّع رجل الأعمال منصور عامر، صاحب مجموعة عامر غروب، بإنشاء جامعة جديدة سمّاها “جامعة القاهرة الجديدة”، على مساحة تماثل مساحة جامعة القاهرة، على أن ينتهي من بنائها في العام 2015.
وأعلن محافظ البحيرة اللواء السابق في القوات المسلحة، مصطفى هدهود، عن تبرعه بنصف راتبه، داعيًا جميع المصريين إلى “التبرع بأي مبلغ فائض لديهم لدعم الاقتصاد المصري، مما سيعود بالفائدة على الأجيال الحالية والمقبلة”.
مرسي عمره ما عملها!
وأعلن إعلاميون عن تبرّعات لهم أيضًا، ومنهم عمرو أديب، الذي أعلن عن تبرعه بنصف راتبه عن شهر حزيران (يونيو) الجاري، داعيًا المواطنين إلى المساهمة في الحملة، معتبرًا أن مبادرة السيسي لم يفعلها رئيس قبله.
فيما أعلنت الإعلامية لميس الحديدي على قناة “سي بي سي” أنها سوف تتبرّع بنصف راتبها الشهري، وقالت: “مرسي عمره ما عملها.. دا كان بياكل بط وحمام بـ10 آلاف جنيه في الشهر”. وأضافت: “أنا معاك يا ريس، وهتبرّع بنص مرتبي الشهر ده لبلدنا مصر، كلنا هنتبرّّع عشانك يا مصر، وتحيا مصر”.
وقال الإعلامي محمد الغيطي إن الفنان عادل إمام قرر التبرع بنصف أجره عن ثلاثة مسلسلات، وقدر الغيطي المبلغ بنحو 52.5 مليون جنيه، معتبرًا أن تبرّع إمام ضربة معلم، إلا أن إمام لم يؤكد الخبر أو ينفه.
ممكن أدفعه؟
تفاعلًا مع مبادرة السيسي، ساهم مواطنون عاديون في حملة التبرّع. وأعلن مواطن مصري يُدعى محمد فراج، من محافظة الإسماعيلية، عن تبرّعه بمبلغ خمسة آلاف جنيه. وقال الإعلامي أحمد موسى إن مواطنًا بعث إليه برسالة قال فيها: “أنا داخل رمضان ومش معايا غير جنيه واحد فقط، ممكن أدفعه؟”، ورد موسى بينما ترقرقت الدموع في عينيه: “طبعًا ممكن تتبرع بيه، والجنيه ده زي مليون جنيه عند ناس تانية إتبرعت، وأنا عارف أن الجنيه له قيمة وعزيز وغالي عندك”.
وأعلن البنك المركزي المصري عن إنشاء حساب باسم “صندوق تحيا مصر”، لتلقي تبرعات دعم الاقتصاد. وحمل الحساب الرقم 03070307.
لدمج الصناديق
قال الخبير المصرفي الدكتور إبراهيم محمود لـ”إيلاف” إن المبادرة التي أطلقها السيسي تؤدي إلى إنعاش روح المشاركة لدى المصريين، مشيرًا إلى أنه ضرب مثالًا رائعًا للمصريين. وأضاف: “هذه المبادرة ستلقى صدى واسعًا لدى المصريين، لاسيما أن السيسي يتمتع بشعبية جارفة، وسقف التوقعات بالنسبة إلى التبرعات مرتفع جدًا، وأتوقع أن تتجاوز حصيلة التبرعات مليار جنيه خلال فترة وجيزة”.
وأشار إلى ضرورة دمج جميع الصناديق، التي أطلقت منذ ثورة 25 يناير، ومنها صندوق رفض المعونة الأميركية، وصندوق “30/6″، وصندوق “مصر بلدي”، وصندوق “دعم مصر”.

غير أن محمود نبه إلى ضرورة أن يعمل المصريون، وتعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، مع انتعاش السياحة، مؤكدًا أن الاقتصاد المصري لن ينهض ويسترد عافيته إلا من خلال العمل والإنتاج، وليس التبرعات، سواء داخليًا أو خارجيًا.
حزمة إجراءات أخرى
لاقت مبادرة السيسي ترحيبًا من مختلف الأحزاب والقوى السياسية، لاسيما حزب النور السلفي. وقال المهندس جلال مرة، أمين عام حزب النور، إن السيسي أعطى مثالًا عمليًا لكل من يرغب في خدمة وطنه وشعبه بتبرعه بنصف ما يملك ونصف راتبه”.
وأضاف: “حان الوقت للعمل الجاد، وقت الكلام وعصر اللافتات والشعارات قد انتهى، ولمن يدّعي حب الوطن، الباب مفتوح الآن للبذل والجهد والعطاء، وليس للكلام والاحتفالات، وينبغي على كل مصري لديه قدر من الوطنية ألا يبخل بالعطاء على مصر”.
وتوقع الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والسياسية، أن تؤتي مبادرة السيسي ثمارها سريعًا. وقال لـ”إيلاف” إن هذه المبادرة تختلف عن سابقاتها من المبادرات، لأن الرئيس شخصيًا هو من يتبناها بما له من شعبية طاغية.
وذكر عامر أن مبادرة السيسي تحتاج حزمة أخرى من الإجراءات من أجل النهوض بالاقتصاد المصري، مشيرًا إلى ضرورة وضع حد أقصى للأجور، بما يتجاوز أجر رئيس الجمهورية، المقدر بـ42 ألف جنيهًا، تبرّّّّع منه السيسي بالنصف.
لمكافحة التهرب الضريبي
ولفت عامر إلى ضرورة تطبيق القانون بحزم، في ما يخص دفع الضرائب، موضحًا أن مباحث التهرب الضريبي كشفت أن 176 رجل أعمال مصري متهربون من دفع الضرائب المستحقة عليهم، وقدرتها بنحو 7.5 مليار جنيه.
وشدد عامر على أهمية وضع حد أقصى لهامش الربح في مصر، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم إنفلاتًا في الأرباح، “فهامش الربح في مصر يتراوح ما بين 200 و300%، في حين أنه لا يتجاوز حاجز 35% في أعتى الدول الرأسمالية”.
كما دعا عامر إلى ضرورة الاقتصاد في النفقات على المستوى الرسمي، مشيرًا إلى أن مصر تخصص 25% من الموانة لسداد أقساط الديون، وهناك نفقات كثيرة تعتبر من الرفاهية على المستوى الرسمي.