تقرير خالد مجاعص
كادت أن تقع كارثة المونديال… وكادت البرازيل أن تسقط، وتسقط معها حماوة المدرّجات في ساو باولو، لتسكت معها أنغام السامبا في الريو، فيخسر مونديال البرازيل رونقه ولمسات نجومه. نعم، لولا تدخّل العناية الإلهيّة، لكانت كارثة 1950 وقعت، وشكّلت نكبة لن يكون معها الخروج منها في البرازيل بالعمليّة السهلة. فالمنتخب البرازيليّ وقع في خطأ تقديريّ وتكتيكيّ كبير أمام فريق التشيلي. فالبرازيل اعتقدت أنّ التاريخ يعيد نفسه وأنّ اجتياز جارتها التشيلي سهل بعد تجربتين ناجحتين في المرحلة نفسها من نسختي العامين 1998 والـ2010.
فمدرّب أبطال العالم خمس مرّات لويس سكولاري أصّر على اعتماد الأسلوب نفسه مع رباعيّ الدفاع دافيد لويس، تياغو سيلفا، داني ألفيس ومارسيلو، ومن أمامهم ساعدي الدفاع “فرناندينيو ولويس غوستافو لينفرد الثنائيّ أوسكار وهالك في صناعة الألعاب بمساعدة نجم الفريق نيمار الذي تلقّى مراقبة خاصّة من دفاع التشيلي لينفرد الثنائيّ أوسكار وهالك في خطّ وسط وضع فيه مدرّب التشيلي خمسة لاعبين، لتسيطر التشيلي على وسط الملعب، حصوصاً في الشوط الثاني، بعدما تقدّمت البرزيل 1-0 بهدف من توقيع دافيد لويس، ردّت عليه التشيلي سريعاً، وعدّلت النتيجة1-1 بهدف لمهاجم برشلونة ألكسي سانشيز، كسر فيه تفوّق البرازيليّين، بدءاً من نهاية الشوط الأوّل، فيدخل المنتخبين في سيناريو هيتشكوكيّ ماراتونيّ، لم يتمكّن من خلاله أيّ من المنتخبين من ترجمة أيّ فرصة حقيقيّة إلى هدف، فينتظر الفريق البرازيليّ نهاية الوقتين الأصليّ والإضافيّ ليحسم تأهّله بضربات الجزاء.
من هنا، كان واضحاً أنّ منتخب الـor e verdee في حاجة لإعادة خلط أوراقه هجوميّاً مع الاستعانة بمهاجم غير فريد الذي بدا بعيداً جدّاً عن مستوى هدّافي هزّ شباك المنتخبات الكبيرة، وقائد هجوميّ حقيقيّ. فالبرازيل في حاجة إلى تغيير سريع في بعض المراكز، أبرزها مركز الهدّاف والارتكاز، لتتمكّن من اجتياز منتخب صلب كما كولومبيا، التي أتت إلى البطولة كمنتخب مغمور تحّول إلى قوّة ضاربة مع نهاية الدور الأوّل، حيث في جعبتها 9 نقاط ممكنة من ثلاث مباريات.
فكولومبيا تابعت تألّقها وثباتها، وأسقطت الأوروغواي الغاضبة بنتيجة 2-0، وهي خسارةوضعتها الأوروغواي في خانة الاتّحاد الدوليّ الـ”فيفا”، الذي جعل من خطأ لويس سواريز قميص عثمان لضرب منتخب في إمكانه إسقاط عمالقة اللعبة، وتغيير قواعدها، وبالتالي تغيير مسار مرسوم من قبل الـ”فيفا”، وحسب الأوروغواي لمصلحة فرق كبيرة كالبرازيل وألمانيا والأرجنتين.
وتبقى الإشارة إلى أنّ المباراة الأولى من الدور ربع النهائيّ تجمع يوم الجمعة المقبل منتخبي البرازيل وكولومبيا التي ستعمل على تطبيق وصفة التشيلي لتدخل للمرّة الأولى في تاريخها إلى النصف النهائيّ، في رحلة سيكون تحقيقها أشبه بحلم لم يعد من رابع المستحيلات.