جنت الأوضاع الأمنية على الإستثمارات في لبنان فانخفضت بشكل ملحوظ العام الماضي في حين طغت عليها صفة الركود العام الجاري وبالتفاصل فقد إنخفض حجم الإستثمارات الأجنبيّة الوافدة إلى لبنان بنسبة ٢٢٫٨٩% في العام ٢٠١٣ إلى ٢٫٨٣ مليار د.أ.، مقابل ٣٫٦٧ مليار د.أ. في العام ٢٠١٢، ليحتلّ لبنان بذلك المرتبة الخامسة بين دول منطقة غرب آسيا.
ويعود تراجع حجم الإستثمارات الأجنبيّة المباشرة الوافدة إلى لبنان بالأخصّ إلى تراجع محفظة إستثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في القطاع العقاري في ظلّ التوتّرات السياسيّة والأمنيّة التي سادت في لبنان وفي سوريا المجاورة.
استثمارات حذرة
وقد أظهر التقرير الإقتصادي الأسبوعي لبنك الإعتماد اللبناني ما ورد في «تقرير الاستثمار العالمي 2014» لمؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية – الاونكتاد، حيث ارتفع حجم الاستثمار الاجنبي المباشر في العالم بنسبة 9,14% سنوياً ليبلغ 1,45 تريليون د.أ. مع نهاية العام 2013 إثر عودة مناخ التفاؤل الحذر لدى المستثمرين العالميين.
وذكر في هذا الاطار، ان الاستثمارات الاجنبية المباشرة المتجهة الى البلدان الناشئة بلغت 53,61% من اجمالي الاستثمارات الاجنبية المباشرة في العالم، وتخطت للمرة الثانية على التوالي الاستثمارات الاجنبية المباشرة التي استقطبتها الاقتصادات المتقدمة.
ويتوقع التقرير ان تتحسن حركة تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر الى 1,60 تريليون د.أ. في العام 2014 و1,75 تريليون د.أ. في العام 2015 و1,85 تريليون د.أ. في العام 2016.
اما على الصعيد الاقليمي، فكشف التقرير ان الاستثمارات الاجنبية المباشرة الوافدة الى منطقة غرب آسيا، تراجعت للسنة الخامسة على التوالي الى 44,28 مليار د.أ. في العام 2013 مقارنة بـ 48,46 مليار د.أ. في العام 2012 و53,22 مليار د.أ. في العام 2011.
محلياً، انخفض حجم الاستثمارات الاجنبية الوافدة الى لبنان بنسبة 22,89% في العام 2013 الى 2,83 مليار د.أ.، في مقابل 3,67 مليار د.أ. في العام 2012، ليحتل لبنان بذلك المرتبة الخامسة بين دول منطقة غرب آسيا.
وأشار إلى ان التراجع في حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة الوافدة الى لبنان يعود تحديداً الى تراجع محفظة استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في القطاع العقاري في ظل التوترات السياسية والامنية التي سادت في لبنان وفي سوريا المجاورة واستحوذ لبنان على حصة 6,40% من مجموع الاستثمارات الوافدة الى المنطقة (44,28 مليار د.أ) و0,20% من مجموع الاستثمارات الوافدة على صعيد عالمي (1,451 مليار د.أ) خلال العام 2013.
واستحوذت تركيا (12,87 مليار د.أ. 29,05%) على حصة الاسد من الاستثمارات الاجنبية المباشرة الوافدة الى منطقة غرب آسيا، تلتها الامارات العربية المتحدة (10,49 مليار د.أ. 23,68%) والمملكة العربية السعودية (9,30 مليار د.أ. 21,00%) اما في ما يختص بالاستثمارات الخارجة من بلدان المنطقة، فكانت حصة لبنان 2,22% (690 مليون د.أ) من مجموع الاستثمارات الاجنبية المباشرة الخارجة من المنطقة (31,10 مليار د.أ.) و0,05% من مجموع الاستثمارات الخارجة على نطاق عالمي (1,410 مليار د.أ.).
الإشغال الفندقي
من جهة أخرى، أظهر تقرير «الإعتماد اللبناني» أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت تراجعت إلى 46% خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام 2014.
إذ وفق تقرير «ارنست أند يونغ» حول أداء الفنادق ذات فئة الاربعة والخمسة نجوم في منطقة الشرق الاوسط، ارتفع معدل إشغال الفنادق في مدينة بيروت الى 63% خلال شهر أيار من العام 2014، مقارنة بمعدل 59% في أيار عام 2013.
من جهة اخرى، تراجع متوسط تعرفة الغرفة بنسبة 11,7% على صعيد سنوي الى 152 د.أ. في شهر أيار 2014، كما تقلصت الايرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 4,6% الى 97 د.أ.
على صعيد تراكمي، حظيت مدينة بيروت على ثاني ادنى نسبة إشغال فنادق (46%) بين عواصم المنطقة التي شملها التقرير خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام 2014، في حين تصدّرت إمارة أبو ظبي لائحة عواصم المنطقة لجهة أعلى معدل إشغال بين الفنادق ذات فئة الاربعة والخمسة نجوم، والذي بلغ 82% لغاية شهر أيار، تبعتها مدينة الرياض (73%) ومدينة الدوحة (72%).
أما في ما يختص بتعرفة الغرفة، فحظيت مدينة الدوحة على أعلى متوسط تعرفة للغرفة الواحدة، والذي بلغ 236 د.أ. خلال الفترة الممتدة لغاية أيار 2014، تلتها الرياض (219 د.أ) وأبو ظبي (210 د.أ) والمنامة (207 د.أ).