IMLebanon

إهدن: إقبال على استئجار البيوت

Nahar
حسناء سعادة

انطلق موسم الاصطياف في إهدن باكراً هذه السنة، فالأهالي، ومنذ مطلع شهر حزيران بادروا إلى تنظيف منازلهم التي غابوا عنها لثمانية أشهر كاملة، والحافلات التي تقل سياحاً من مختلف المناطق تتكاثر في اهدن نهاية كل أسبوع إن لسياحة دينية أو لسياحة بيئية، لا سيما أن إهدن تشتهر بكنائسها الأثرية التي تجذب الحج الديني، وببيئتها الغنية بالتنوع التي تشكل مقصداً للسيّاح من مختلف الأعمار والمناطق.

مهرجان إهدنيات

يأمل أهالي إهدن أن يكون موسم الاصطياف هذه السنة مزدهراً، لا سيما أن هناك «مهرجان اهدنيات الدولي»، الذي ينطلق قبل أوانه، إذ سيبدأ برامجه هذه السنة من 25 تموز المقبل، ويمتد حتى نهاية شهر آب.
وتوضح المسؤولة الإعلامية عن «اهدنيات» لينا لحود لـ«السفير» أن «اللجنة المسؤولة عن المهرجانات، ونزولاً عند رغبة الأهالي بإطلاق الصيفية باكراً، عمدت الى تقريب موعد المهرجانات ليطال شهري تموز وآب كي يبدأ عرس اهدن باكراً لا سيما أن المهرجان يجذب العديد من السيّاح من خارج لبنان، ومن داخله، ويستقبل فنانين عالميين ولبنانيين، كما يترك مساحة واسعة للأولاد».
في المقابل، أدّت الجهود الفردية التي بذلها شباب اهدن إلى تفعيل الرياضات والنشاطات التي تجذب السياح، حيث هناك أكثر من مؤسسة سياحية باتت تنظم رحلات إلى اهدن من أجل ممارسة هوايات جديدة وغريبة، وغير متوافرة في بقية المناطق اللبنانية.
ويشير شفيق غزالة إلى أن إهدن تتميز بطبيعتها، لافتاً الانتباه إلى أن السيّاح يتوافدون بغزارة، وأن هناك سفارات تنظم رحلات لموظفيها إلى اهدن لا سيما لاستكشاف المغاور ورياضة التسلق، والسير في الطبيعة.

رياضات صيفية وشتوية

يقول غزالة لـ«السفير» إن «إهدن باتت تتمتع بالاضافة الى جمالها الطبيعي، بميزة توافر الرياضات الصيفية والشتوية التي تبقيها قبلة انظار السياح على مدار السنة»، كاشفاً أن «كل شيء بات موجوداً في اهدن؛ فهناك فنادق عديدة، ومطاعم متنوعة، ومؤسسات سياحية متعددة تهتم بالسياح، وتوفر لهم كل المتطلبات اللازمة لتمـضية أيام أو أسابيع، إن كان لجهة زيارة المناطق الأثرية أو ممارسة الهوايات أو النشاطات الرياضية، وإن كان لجهة تنوع الاستـفادة، إذ بإمكان السائح في اهدن أن يمارس سياحة دينية، بيئية واجتماعية وحتى اقتصادية ورياضية»، موضحاً أن «هناك العديد من السياح الأجانب باشروا الحجز لهذا الصيف في النشاطات التي تُنظم، والتي في امكانها أن تجول بالسائح حتى القرنة السوداء أعلى نقطة في جبل المكمل».

حداثة وعراقة

في إهدن تمتزج الحداثة مع العراقة، فمن الفنادق الجديدة والفخمة إلى الفنادق المرممة ذات الطابع التراثي، إلى البيوت القرميدية الصغيرة التي تتربع أمامها الأشجار المعمرة، إلى البنايات الشاهقة، وصولاً إلى الفيلات المتناثرة في حاراتها المستحدثة، فتشكل المنطقة التي تجمع بين مقومات المدن ونقاوة البلدات الجبلية، مقصداً لكل أطياف المجتمع اللبناني، لا سيما الطرابلسي الذي يقصدها هرباً من حرّ الصيف، ويجد في الجارة الأقرب كل وسائل الراحة والضيافة اللبقة من قبل الأهالي الذين يفتخرون بأنهم لا يزالون يحافظون على حسن الضيافة والمقولة المشهورة للسياح: «في منازلنا نحن الضيوف وأنتم أهل الدار».
واذ تشكل مهرجانات اهدن ومحمية حرج اهدن الجاذب الأكبر للسياح، لا يمكن نسيان مهرجانات الميدان أيضاً التي تستقطب عدداً من الوافدين، ما يجعل اهدن في عرس فني يمتد من انطلاق «اهدنيات» حتى انتهاء مهرجان «الميدان» الذي تنظمه «جمعية الميدان» بالتعاون مع البلدية، ناهيك عن الوافدين بالعشرات يومياً من أجل السهر في اهدن أو تناول الطعام في مطاعمها ومقاهيها المنتشرة في كل الأماكن.

سيّاح سوريون وعرب

«نحن نأمل خيراً بهذا الموسم على الرغم من كل شيء»، يقول يوسف دويهي صاحب مطعم في اهدن لـ«السفير»، كاشفاً أنه «منذ مطلع شهر أيار باشر السياح بالتدفق إلى اهدن. ويشير إلى أن «هناك سوريين من مختلف المناطق يتوافدون الى مطاعم اهدن، كما هناك سياح عرب افتقدناهم خلال السنين الماضية»، مضيفاً إن «اهدن ستكون قبلة السياح هذه السنة، ونحن في جهوزية تامة لاستقبالهم».
ويؤكد دويهي أن «الحجوزات بدأت ترتفع بالتزامن مع الإعلان عن برنامج اهدنيات المتضمن فنانين بارزين جداً، كما أن البيوت المعدّة للإيجار بات معظمها محجوزاً لمواطنين من خارج المنطقة».