لم يلق إعلان تنظيم “داعش” عن إقامة الخلافة الاسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين أي تجاوب أو اهتمام من قبل التيارات الاسلامية والمشايخ السلفيين الذين لم يأخذوا هذه الخطوة على محمل الجد، واعتبروها فقاعة إعلامية، وقفزة في الهواء، ومن شأنها أن تستدرج الأمة الاسلامية الى مزيد من النكبات والصراعات.
فقد أكد رئيس “هيئة علماء المسلمين في لبنان” الشيخ مالك جديدة لـ”السفير” أن “إعلان الخلافة بهذا الشكل ليس له مكان عندهم ولا في قاموسهم، ولا في فكرهم، وهذا أمر خاطئ مئة بالمئة، وليس هؤلاء من يستحقون إعلان أمر عظيم كالخلافة الاسلامية. كما أن إلزام الناس بفكر معين، وإجبارهم على المبايعة، هذا لا يمت الى أصل الدين بصلة، بل هو انتقال الى الديكتاتوريات الجديدة، والأمة فيها من الخلافات ما يكفيها، وتحتاج قبل إعلان الخلافة الى تنظيم أمورها وتوحيد صفوفها وجمع كلمتها.
وأضاف: “ان إعلان الخلافة هو مجرد وهم من قبل بعض الأشخاص الذين لا يعيشون الواقع وليس لديهم أي دراية بفقه الأولويات، وهؤلاء لا نعرف لهم أي قيمة علمية ولا اي باع في الفقه أو العلم أو الفكر، وما حصل من شأنه أن يستدرج الأمة الاسلامية الى مشاكل أكبر وصراعات أكبر والى مزيد من الأهوال والنكبات”,
ولا يخشى جديدة من انعكاسات إعلان الخلافة على عموم الناس، لافتًا الانتباه الى إمكان أن “يثير ذلك مشاعر بعض المتحمسين، لكن كل إنسان عاقل ومتعلم لا يمكن أن يكون له استحباب لهذه الفكرة أو رضى عنها”.