يواجه المتزوّجون صعوباتٍ وعقباتٍ في حياتهم الزوجية، وعند الإختلاف بالرأي تحصل شجارات وقد تتطور بشكلٍ دراماتيكي لتؤدي إلى نهايةٍ غير سعيدة. من هنا على الشريك أن يتفهّم شريكه ويسعى دوماً لأن تظلّ العلاقة ناجحة، مهما صعُبَت الأمور. وسر نجاح العلاقة الزوجية يكمن في خطوةٍ بسيطة ألا وهي اللَّمس.
لَمسة يومية
في دراسةٍ قام بها مدرّبون في تشرين الثاني 2013 ونشرَتها الـ”هافينغتن بوست” الأميركية، تبين أن العلاقات الزوجية السعيدة قائمة على تصرفاتٍ حميمة من قِبَل الشريكَين يومياً. خلال مقابلة أكثر من 200 ثنائي متزوج، أجاب كثيرون أنهم يعيرون أهمية لإظهار عواطفهم عبر اللَّمس، مما شكّل علاقةً زوجية ناجحة ومستمرة. يذكر المشرفان الأساسيان على الدراسة شارلز وإليزابيت شميتز أن هناك من أخبرهم بأنه يلمس زوجته كلما أتاحت له الفرصة. فإذا كان مارّاً في المطبخ وكانت هناك، يضع يده على كتفها، أو إذا كانت مستلقية يدلّك لها ظهرها، ويقوم بلمسها قَدر الإمكان. ففي ذلك ما يؤكد أن علاقته بها سعيدة، بما أن اللَّمس يخلق تواصلاً عاطفياً بينهما ويقلّص “المسافة” في حال تشاجرا.
اللّمس وليس الجنس
اللّمس لا يعني الجنس. فالدراسة أوضحت أن هناك العديد من المتزوجين الذين لديهم حياة جنسية جيدة لكن زواجهم يعاني من مشكلات، ولا يشعرون بالسعادة فعلاً. وعندما طُلِبَ من كل ثنائي أن يعبّر عن أهمية الجنس في العلاقة الزوجية، عبر وضع علامة على 10، جاء المعدّل العام فقط 6 على 10، بدليلٍ واضحٍ على أن الجنس لا يشكّل بالضرورة علاقة ناجحة بين الزّوجَين. هذا لا يعني عدم أهميته في الحياة الزّوجية، ولكن ما يجمع الشّريكَين في تعاطفٍ صلب هو اللمسات البسيطة خارج نطاق الجنس.
أوقات عديدة للّمس
– عند مغادرة المنزل: في لمس وتقبيل الزوجة لزوجها أو العكس عند مغادرة المنزل دلالة عاطفية كبيرة وإشارة إلى الاهتمام والود والشوق.
– عند العودة إلى المنزل: تماماً مثلما عندما يغادر المنزل، على الزوجة أن تستقبل زوجها بحنان وتلمسه وتسأله عن يومه. وإذا ما تأخرت المرأة بالعودة، على زوجها أن يقوم بتوفير الراحة لها وأن يلمسها، خصوصاً إذا ما كانت متعبة جدّاً.
– خلال الجلوس معاً: اللّمس خلال مشاهدة التلفزيون أو خلال الاسترخاء في رحلة جبلية أو على شاطىء البحر يرفع من مناعة العلاقة الزوجية، ويمنحها نوعاً جديداً من التوافق والإلفة.
– قبل النوم: إذا ما غلب النعاس أحد الزوجَين، يمكنه عناق شريكه قبل التوجه إلى الفراش، أو أن يتلامسا معاً قبل أن يغفُوَا.
– عفوياً خلال النهار: في الفترة التي تطبخ فيها الزوجة، يمكن الزوج مفاجأتها بعناقها مطوّلاً كتقديرٍ منه لها وتعبيراً لها عن حبّه، وهكذا تأخذ “فرصة” قصيرة من العمل الذي كانت تقوم به. والعكس صحيح يمكن للمرأة أن تلمس زوجها عفوياً خلال اليوم، ففي ذلك ألفة وعاطفة تعبّر عنهما له، مما يزيد من صلابة علاقتهما.