أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) في الآونة الأخيرة البيانات المتعلقة بالشحن الجوي في الأسواق العالمية، حيث ظهر من خلالها تسارع نمو الشحن الجوي في شهر مايو، مع تسجيل نمو قدره 4.7 في المئة مقارنة مع العام الماضي. ويعني هذا أيضاً تسجيل زيادة سنوية تصل إلى 3.8 في المئة من حيث النمو العام المسجل في شهر أبريل على أساس سنوي. كما تبين ارتفاع حجم البضائع التي يتم قياسها بأطنان الشحن للكيلومترات على مستوى جميع المناطق، مع تسجيل اختلافات كبيرة في الأداء بينها. وعلى سبيل المثال، أكدت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط تسجيل نمو على أساس سنوي قدره 9.3 في المئة، في حين أن معدل النمو الذي حققته شركات الطيران في أمريكا الشمالية وقف عند مستوى 2.4 في المئة. ويعكس تسارع النمو تحسن الأوضاع الاقتصادية في بعض مناطق العالم، حيث توجد هناك دلائل تشير إلى أن الثقة بحركة التجارة وأنشطة الأعمال على مستوى العالم تظهر تحسناً بعد حالة الضعف التي تجلت في الربع الأول من العام. وعلى وجه الخصوص، تم تسجيل نوع من الانتعاش في النشاط الصناعي الصيني خلال شهر مايو الماضي، مع تحقيق ارتفاع في المقابل في نمو طلبات التصدير.
وقال توني تايلر، المدير العام والرئيس التنفيذي لأياتا: “بعد عدة شهور من الظروف غير المواتية في بيئة الطلب، يبدو أن التوقعات المتعلقة بالشحن الجوي العالمي تميل إلى الاستقرار. ومع أن هذا الأمر يبدو جيداً، إلا أن هذا القطاع لا يزال يواجه معركة شاقة لاستعادة قدرته على المنافسة وزيادة حصته من نمو التجارة. وبطبيعة الحال، لن يتحقق هذا من خلال طريقة التفكير المعتادة في أسواق العمل. ومن ذلك أن المنافسين لقطاع الشحن الجوي يحققون الابتكار بقوة، وينجحون في تقليص الفترات الزمنية اللازمة للشحن، كما يمكنهم تحسين كفاءة عملياتهم. وتوجد هناك إمكانات هائلة يمكن الاستفادة منها من أجندة الشحن الإلكتروني للمساعدة على تقليل متوسط الوقت اللازم للشحن لمدة 48 ساعة من المتوسط الحالي البالغ 6.5 يوم. ويجب أن يكون للخطوط الجوية دوراً محورياً من خلال التوسع في استخدام بيانات الشحن الجوي الإلكتروني. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المسعى سوف يتطلب وجود نهج موحد عبر سلسلة القيمة”.
التحليل الإقليمي بصورة معمقة
تمكنت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من تسجيل زيادة قوية من 5.3 في المئة على أساس سنوي. كما نجحت أحجام التجارة الإقليمية من التوجه إلى النمو مرة أخرى، وهناك دلائل تشير إلى انقشاع خطر التباطؤ الذي كان يهدد الاقتصاد الصيني. ونمت القدرة الاستيعابية بطريقة أسرع قليلاً من الطلب، وذلك بواقع 6.0 في المئة، لكن لا تزال المنطقة تتمتع بتسجيل أعلى عامل لحمولة الشحن بنسبة قدرها (55.5 في المئة).
أظهرت شركات الطيران في أمريكا الشمالية تسجيل نمو بنسبة متواضعة قدرها 2.4 في المئة خلال شهر مايو الماضي، أي أنها مالت إلى الانخفاض عند مقارنة ذلك مع معدل النمو في العام على أساس سنوي في شهر أبريل عندما وصلت النسبة إلى 3.5 في المئة. ويعتبر هذا انعكاساً للتباطؤ العام الذي يعاني منه الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الربع الأول من العام الجاري. ومع ذلك، تدعم أحدث البيانات عودة نمو التجارة وأنشطة الأعمال. وانخفضت القدرة الاستيعابية في المنطقة بنسبة 0.2 في المئة.
سجلت شركات الطيران الأوروبية توسعاً بلغت نسبته 3.4 في المئة في شهر مايو. وكان الارتفاع على أساس شهري قوياً عندما بلغ 0.6 في المئة (بالمقارنة مع النمو المسجل في شهر أبريل والبالغ 0.3 في المئة)، ويتناغم ذلك مع التحسن المستمر في النشاط الاقتصادي. وإذا ما سجل الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني أي تسارع، فمن شأن ذلك أن يدعم النمو المستمر في أحجام الشحن الجوي خلال الأشهر المقبلة. وسجلت القدرة الاستيعابية زيادة بنسبة 4.0 في المئة.
تواصل شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط تحقيق أعلى معدلات النمو، كما أنها أحرزت توسعاً بنسبة 9.3 في المئة في شهر مايو الفائت مقارنة مع العام الماضي. ويجتمع التوسع القوي في الأسواق المتقدمة مع زيادة نقاط الربط في الأسواق الناشئة لتغذية ودعم معدل النمو في المنطقة. ونمت القدرة الاستيعابية في المنطقة بنسبة 10.6 في المئة.
سجلت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية زيادة قدرها 4.9 في المئة في العام على أساس سنوي، ويعتبر ذلك متناغماً مع النمو في الأنشطة التجارية. وقد يكون هذا الارتفاع في النشاط التجاري مرتبطاً بتنظيم البطولة الحالية لكأس العالم لكرة القدم التي تجري حالياً في البرازيل. وقفزت القدرة الاستيعابية بنسبة 4.5 في المئة، وكانت أبطأ قليلاً من الطلب.
ارتفع الطلب لشركات الطيران في أفريقيا بنسبة 7.2 في المئة في شهر مايو، لتتفوق بذلك على متوسط النمو البالغ 2.9 في المئة للعام الجاري 2014. ويبدو أن ضعف النمو في الاقتصادات الأفريقية الرئيسية في الأشهر الأولى من العام في طريقه إلى النهاية، ما يعني انتعاش الآمال بتحقيق أداء أقوى في الأشهر المقبلة. وارتفعت القدرة الاستيعابية بنسبة 7.2 في المئة، وذلك تماشياً مع الطلب على وجه التحديد.