قال مسؤولون بقطاع النفط ومحللون إن طاقة إنتاج النفط غير المستغلة في العالم قد لا تكفي لتغطية توقف كبير آخر مما يزيد فرص لجوء الحكومات إلى السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية في حالة تعطل صادرات الخام من جنوب العراق.
وتتزامن الاضطرابات في العراق مع فقدان شبه كامل للمعروض الليبي والعقوبات الغربية على إيران والصراع في سوريا وهو ما يحجب حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا -أو أكثر من 3 بالمئة من الطلب العالمي- عن السوق.
وساعدت زيادة الإمدادات السعودية وطفرة النفط الصخري الأمريكي في سد الفجوات لكن من شأن أزمة جديدة أن تعمق الاعتماد على السعوديين الذين يملكون وحدهم طاقة إنتاجية غير مستغلة كبيرة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في يونيو حزيران إن طاقة الإنتاج العالمية غير المستغلة تبلغ 3.3 مليون برميل يوميا. وينتج العراق حوالي 3.3 مليون برميل يوميا ويصدر نحو 2.5 مليون برميل يوميا من موانيه الجنوبية حول البصرة.
وقال أوليفر جاكوب المحلل لدى بتروماتركس “إذا حدث تعطل كبير آخر فستخضع الطاقة غير المستغلة لاختبار حقيقي .. الرد على تعطل كبير سيأتي من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي وليس الطاقة الفائضة.”
والاحتياطي النفطي الاستراتيجي للولايات المتحدة والاحتياطيات المماثلة لدول صناعية أخرى من خلال عضويتها في وكالة الطاقة الدولية هما الملاذ الأخير للبلدان المستهلكة في حالة تعطل الإمدادات.
وقد يشجع تعطل كبير آخر الغرب على تخفيف الرقابة الصارمة على صادرات النفط الإيرانية المنخفضة بفعل العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي لطهران.
والمرة السابقة التي سحبت فيها الدول من الاحتياطيات الاستراتيجية كانت في 2011 أثناء الصراع الليبي. وتملك الصين -وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة وليست عضوا في وكالة الطاقة الدولية – مخزونات هي الأخرى.
وقال مسؤول حكومي سابق ارتبط عمله بالاحتياطيات الاستراتيجية ويعمل حاليا بشركة نفطية “من شأن ضربة كبيرة في البصرة أو محيطها أن تدفع الأسعار للارتفاع بقوة في المدى القصير ومن المرجح أن تفضي إلى الإفراج عن كميات من الخام من مخزونات وكالة الطاقة والاحتياطي الاستراتيجي.”
ويقول المسؤولون العراقيون إن حقول النفط الجنوبية التي تضخ معظم صادرات البلاد من النفط آمنة. ويقول عبد الله البدري الأمين العام لاوبك إن المنظمة مستعدة لضخ كميات إضافية من النفط إذا اقتضت الحاجة.
ومن اجمالي الطاقة العالمية الفائضة البالغة 3.3 مليون برميل وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية توجد حوالي 2.65 مليون برميل يوميا منها في السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
وفي الأسبوع الماضي أعاد مسؤول سعودي التأكيد على استعداد المملكة لتعويض أي نقص.
وقال المسؤول “السعودية لديها القدرة على إنتاج ما يصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا إذا طلب العملاء ذلك. موارد النفط ومنشآت الإنتاج والإدارة جميعها تدعم هذا.”
لكن البعض في القطاع يتساءلون عن مدى استدامة الإنتاج بالطاقة الكاملة البالغة 12.5 مليون برميل يوميا. ولم يسبق أن رفعت المملكة الإنتاج إلى هذا الحد ومن المعتقد أن أعلى مستوى لامسته على الإطلاق كان 10.1 مليون برميل يوميا في 2013.
وقال ديفيد ويش من جيه.بي.سي إنرجي “قد تكون السعودية قادرة من الناحية الفنية على توريد نحو 12.5 مليون برميل يوميا لكن من المرجح أنها لا تستطيع على الارجح ان تفعل ذلك إلا بالسحب من المخزونات أي لفترة محدودة.”
ونتيجة لذلك قد تكون الطاقة الفائضة المتاحة بالفعل أقل من التقديرات الرسمية لوكالة الطاقة الدولية.