أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن «مصرف لبنان يشجع المصارف على منح قروض لأية مشاريع صديقة للبيئة، بعد دراسة معمقة للمشروع»، مشيراً إلى أن «تغطية احتياجات لبنان الحالية تتطلب استيراد الطاقة بمبلغ 6 مليارات دولار سنويا. فإن استطعنا توفير 10 إلى 20 في المئة من هذا المبلغ، سيتحسن ميزان المدفوعات بنسبة ملحوظة، كما يساهم التطور البيئي في خفض الفاتورة الصحية».
وأطلق مصرف لبنان في مركزه الرئيسي «السطح الأخضر» بالتعاون مع مشروع «سيدرو» التابع لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي». واعتبر «المركزي» في بيان إثر الإطلاق، أنه «بما أن زيادة المساحات الخضراء في بيروت والمدن اللبنانية الأخرى قد أصبحت تحديا كبيرا، باتت السطوح الخضراء تشكل بديلا لتجميل المدينة، حيث استحداث الحدائق أمر مستحيل»، لافتا الانتباه إلى أنه «مشروع ريادي في لبنان والمنطقة»، آملا أن «يشجع ويعتمد من القطاعين العام والخاص».
وفي المناسبة، أوضح سلامة أن المصرف المركزي «يسعى إلى استحداث برامج تمويل من شأنها أن تساهم في تطوير قطاع البيئة في لبنان. وفي هذا الإطار، اعتمدنا مقاربة اقتصادية باعتبار أن قطاع البيئة يساعد في خلق الوظائف وفرص العمل ويمثل مصدر ثروة للبلاد، إذ إنه قد يشكل 2 إلى 3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. ويؤثر هذا القطاع تأثيراً غير مباشر على مختلف القطاعات الاقتصادية، لا سيما السياحة».
وتم تجهيز المقر بسطح أخضر مساحته 834 مترا مربعا، وهو سطح مزروع بالنبات لتجميل المبنى وتعزيز أداء الطاقة، ما يزيد حصة المساحات الخضراء. ويعتبر السطح الأخضر عازلا يتيح تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة، بفضل عدد الطبقات التي تكوّنه (التربة والنباتات والمياه). فهو يمتص الحرارة ويخفف بالتالي من الحاجة إلى المكيفات في الطابق الواقع مباشرة تحت السطح، وحتى في الطوابق السفلى ولو بدرجة أقل.
أما من الناحية البيئية، فالسطح الأخضر يخــــفف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) من خلال الحــد من استعمال المكيفات.
يشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تشمل غطاء أفقيا مؤلفا من نباتات محلية متنوعة الألوان والأحجام ومواسم الإزهار، فيما تركز المرحلة الثانية على الشكل العمودي عبر زرع ثلاث أشجار زيتون أوروبية.