IMLebanon

غياب الخطط الحكومية يدعم «جنون» المحروقات

Safir
كامل صالح
يدعم غياب خطة حكومية استراتيجية لتخزين المحروقات، التذبذب المستمر في الأسعار، ما يؤدي حكماً إلى تلاعب التجّار وأصحاب المولدات الخاصة بالأسعار بحجة ارتفاع كلفة النقل والطاقة، فيما يتغاضون عن تعديلها، عند تراجع هذه الكلفة.
وإذ لا يمكن تجاهل التأثير المباشر لتغير سعر مبيع برميل النفط الخام عالمياً على السوق المحلي، إلا أن مدى هذا التأثير، وفق مصادر نفطية، يمكن الحدّ من نتائجه إذا قررت الحكومة إعادة تشغيل مصفاتي الزهراني وطرابلس، وإعادة النظر في جدول تركيب أسعار المحروقات الأسبوعي، وإقرار خطة جدية للنقل والعمل على تطبيقها بحزم.
مهما يكن من أمر، فإن المواطنين اللبنانيين، ولا سيما السائقين العموميين والصناعيين والمزارعين، يتكبدون عبء تذبذب أسعار المحروقات التي تقتات جزءاً مهماً من مداخيلهم الشهرية.

تداعيات مفاجئة

تتوقع مصادر نفطية أن يتواصل ارتفاع أسعار المحروقات في الأسبوع المقبل، موضحة لـ«السفير» أن «المخاوف من تداعيات مفاجئة للأزمة العراقية (ثاني أكبر منتج للخام في أوبك)، ووضع سوق النفط غير المستقر في ليبيا، ما زالا يلقيان بثقلهما على سعر برميل النفط عالمياً»، مؤكدة في الوقت نفسه أن «أي تطور سلبي في الأحداث، وانزلاق دول أخرى في المعارك الدائرة في العراق، سيرفع سعر برميل النفط إلى مستوى لا أحد يعلم مداه».
وفي تقرير نشرته وكالة «رويترز»، يوضح مسؤولون في قطاع النفط ومحللون أن «طاقة إنتاج النفط غير المستغلة في العالم قد لا تكفي لتغطية توقف كبير آخر، ما يزيد فرص لجوء الحكومات إلى السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية في حالة تعطل صادرات الخام من جنوب العراق».
ويشير هؤلاء إلى أن «الاضطرابات في العراق تتزامن مع فقدان شبه كامل للمعروض الليبي والعقوبات الغربية على إيران والصراع في سوريا، وهو ما يحجب حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا أو أكثر من 3 في المئة من الطلب العالمي، عن السوق».
وإذ يلفتون الانتباه إلى أن «زيادة الإمدادات السعودية وطفرة النفط الصخري الأميركي ساعدتا في سد الفجوات»، يستدركون للقـول: «لـكن من شأن أزمة جديدة أن تعمق الاعتماد على السعوديين الذين يملكون وحدهم طاقة إنتاجية غير مستغلة كبيرة».
علما أن العراق ينتج حوالي 3.3 ملايين برميل يوميا، ويصدر نحو 2.5 مليون برميل يوميا من موانئه الجنوبية حول البصرة.

جدول تركيب الأسعار

أمس، ارتفعت أسعار مبيع المحروقات كافة، فارتفع في أسبوعين، سعر مبيع قارورة الغاز (زنة 10 و12.5 كلغ) 200 ليرة، بعدما ارتفع 100 ليرة أمس.
ويلحظ «جدول تركيب أسعار مبيع المحروقات السائلة» الموقع من وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، ارتفاعا في سعر مبيع صفيحة البنزين 98 أوكتان، 600 ليرة في ثلاثة أسابيع، بعدما ارتفع السعر 300 ليرة، و95 أوكتان 700 ليرة، بعدما ارتفع السعر 400 ليرة.
كذلك يلحظ الجدول ارتفاعاً جديداً، في سعر مبيع الديزل أويل (المازوت الأخضر) 400 ليرة في أسبوعين، بعدما ارتفع 300 ليرة، كما يلحظ في الفترة نفسها، ارتفاعا في سعر مبيع صفيحة الكاز 500 ليرة، بعدما ارتفع السعر 300 ليرة، وفي سعر مبيع المازوت 400 ليرة، بعدما ارتفع 200 ليرة.
وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتان 35500 ليرة، و95 أوكتان 34900 ليرة، الكاز 28000 ليرة، مازوت 26300 ليرة، قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 18100 ليرة، و12.5 كلغ 22000 ليرة، الديزل أويل (للمركبات الآلية) 26300 ليرة.