كشف قيادي في تيار “المستقبل” لصحيفة “الجمهورية” ان العماد ميشال عون لم يفاجئ أحداً بطرحه تعديلات الدستور.
وقال في لقاء لكوادر تيّاره قبل أسبوع تقريباً، متحدّياً دُعاة الإستمرار في الحوار الرئاسي مع عون: “كنّا ننتظر في أيّ لحظة من “التيار الوطني الحر” وقائده انقلاباً على الطائف وهجوماً أعنفَ ممّا شهدناه مطلع الأسبوع، بمجرّد أن يتأخّر الجواب الداعم لترشيحه رئيساً توافقياً للجمهورية، بعدما منَّن النفسَ بمثل هذا القرار وما زال”.
وكان القيادي واضحاً، بحسب ما ذكرت “الجمهورية”، وخصوصاً عندما ردَّ على رأي يقول إنّ “عهداً جديداً من الشراكة بين البرتقالي والأزرق أمرٌ ممكن ويفتح الأفق على مرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين”، بأنّ ردّ عون السلبي لن يطول، لكنّنا لم نكن نتوقع أن يقع في فخّ التعديلات الدستورية، فملفٌّ من هذا النوع لا يُفتح بين ليلة وضحاها، ولا يجوز في ظلّ التطوّرات التي تشهدها البلاد والمنطقة مجرّدُ البحث فيه”.
والأخطر، قال القيادي: “إنّ مطالبتَه هذه جاءت على خلفية نسفِ الطائف أكثر من خلفية السعي إلى معالجة بعض ما ثبتَ فشلُه أو عقمُه في بعض النواحي الدستورية، وضرورة تعديله بما يضمن تنظيم العلاقة بين المؤسسات الدستورية في إطار محدود لا يصل إلى درجة تغيير النظام في لبنان في مرحلة هي الأخطر من تاريخه، ووسط الشغور القاتل في رئاسة الجمهورية على أبواب استحقاقات وطنية لا نعرف طريقة مقاربتِها قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
ومن هذه الزاوية بالذات، انتهى القيادي إلى القول “إنّ السعي إلى قلب التوازنات الداخلية وتغيير المعادلات القائمة على دقّتها أمرٌ مستحيل، فلم ينتصر حلفاء عون بعد لا في سوريا ولا في العراق ولا على المستوى الدولي، ليُفرَض علينا مثلُ هذا التغيير، والأخطر أنّه إذا كان عون يناور بإسم حلفائه أو نيابة عنهم، فمرحلة استثمار الإنتصارات السورية والإيرانية بعيدة كلّ البعد عن منطق التحوّلات المنتظرة في المنطقة، وإنّ ما هو مقبل يَشي بعوائق كثيرة تحول دون بعض “الإنتصارات الوهمية”.