إذا جمعنا الأموال التي اكتسبها كل من: جاي زي وتايلور سويفت وكانييه وست منذ عام 2009، نجد أنها تبلغ 544 مليون دولار. غير أن مايكل جاكسون جنى منذ وفاته قبل 5 سنوات أرباحاً تفوق ما حصل عليه هؤلاء جميعاً.
وحصد ملك البوب أكثر من 700 مليون دولار خلال تلك الفترة، أي أكثر من أي فنان آخر. كما أنه ليس من مؤشر يدل على أن هذه الأموال ستتناقص قريباً. ويذكر أن إصداره الأخير (إكس سكايب- Xscape) حصل بعد وفاته على المرتبة الثانية ضمن قائمة الأغاني الأكثر رواجاً في شهر مايو/ أيار. وعقب ذلك بأسابيع، شوهدت شخصية افتراضية لمايكل جاكسون وهي تؤدي رقصته الشهيرة على المسرح، في حفل جوائز “بيلبورد الموسيقية”.
يقول كريستوفر بريدجز، مغني الراب الأميركي، مشيراً إلى جاكسون: “لقد كان يملك صفات النجم اللامع كلها، إذ يشعر المرء بطاقة خفية في كل مرة يسمع فيها أغانيه، من دون أن يدري سبب ذلك”.
ويبدو أن جاكسون يعيد الآن تعريف ما يمكن أن يحققه الفنان بعد وفاته؛ فأرباح ملك البوب المستمرة عقب رحيله عن هذا العالم، تنهال من مصادر شتى.
ولنبدأ أولا بموسيقاه، ففي أعقاب موته عام 2009، عادت أغاني جاكسون الرائجة إلى الاكتساح برواج كبير وباستقطاب أعداد غفيرة من المعجبين الذي سارعوا إلى تحميل تسجيلاته. وبحلول نهاية العام، كان قد باع 8.3 مليون ألبوم في أميركا وحدها- أي ما يقارب ضعف مجموع مبيعات تايلور سويفت، التي تحتل المركز الثاني بعده مباشرة. مما يعد إنجازاً لافتاً للإعجاب، لاسيما إذا عرفنا أن مبيعات جاكسون تحقق خارج أميركا ضعف ما تحققه من مبيعات داخلها.
كما كان ذلك سبباً في إقناع شركة سوني بدفع ربع مليار دولار، لقاء صفقة تسجيلات جديدة لجاكسون مدتها 10 سنوات، هي الأضخم على الإطلاق. وبموجب هذه الاتفاقية، تكون مسؤولة عن إصدارات ما بعد الوفاة التي تؤدي دوراً في إبقاء جاكسون داخل بقعة الضوء، وذلك بمثابة مفتاح النجاح لأي فنان عقب وفاته.
يقول دونالد ديفيد، المحامي المختص بقضايا الترفيه: “هؤلاء الفنانون ليسوا هنا اليوم لتقديم العروض وإجراء المقابلات الإعلامية، لذلك فالسر يكمن في إبقاء النجم الراحل حياً في أذهان الناس”.
وفي السياق ذاته، يواصل جاكسون ظهوره في عرضين لشركة (سيرك دو سوليه- Cirque du Soleil) من خلال عمليه المهمين: (إميورتال- Immortal ) و(وان- One). إذ حصد الأول أكثر من 300 مليون دولار منذ إصداره في عام 2011، في حين يمكن أن يضيف الثاني نحو 30-40 مليون دولار إلى ثروته في السنوات المقبلة.
كذلك، تضم الموارد المالية لجاكسون بعد وفاته، صفقة دعائية جديدة بملايين الدولارات مع شركة بيبسي، ولعبة فيديو صنعتها شركة (يوبيسوفت- Ubisoft) والفلم الموسيقي (هذه هي- This Is It)، الذي حصد ما يفوق 260 مليون دولار حول العالم.
ومما يجهله الكثيرون أن حنكة جاكسون التجارية أدت دوراً مهماً في جني مثل هذه الأرباح الضخمة خلال السنوات الـ5 الماضية. فحصته البالغة 50% في كتالوغ (سوني/ ايه تي في- Sony/ATV) الموسيقي، وهي نتاج استثمار ذكي في عام 1985، تسهم في در أرباح جمة لجاكسون حتى هذه اللحظة. كما تضيف حقوق النشر الخاصة بجاكسون، والتي حافظ عليها بحكمة طيلة مسيرته المهنية، ملايين الدولارات لتركته سنوياً.