أوضحت مصادر وزارية لصحيفة “المستقبل” أنّ وزير الخارجية جبران باسيل بادر إلى طرح موضوع إقامة مخيمات للنازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، ولفت انهم كتيار يفضلون أن تكون المخيمات عند الحدود في سبيل تخفيف تدفق أعداد اللاجئين إلى الداخل اللبناني، مطالباً بإجراء حوار مع السلطات السورية في الخصوص بالاستناد إلى كون الأمم المتحدة لا تزال تتحاور مع النظام السوري من خلال مندوبه في المنظمة الدولية.
ونقلت المصادر عن رئيس الحكومة تذكيره بمبدأ النأي بالنفس حيال الأزمة السورية، وهو ما أكد عليه أيضاً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي شدد على ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول المناسية لملف النازحين درءاً لمخاطره الأمنية عن البلد، منبهاً في السياق إلى أنّ خطر “داعش” يتسلل إلى الساحة اللبنانية من الحدود وليس من طريق الجديدة أو من أية منطقة لبنانية أخرى.
في حين شدد عدد من وزراء قوى 14 آذار على عدم الحاجة إلى التواصل مع النظام السوري لحل مشكلة النازحين لأنّ التواصل مع هذا النظام لا يقدم ولا يؤخر في هذا الإطار، بل هناك حاجة مُلحّة لممارسة المجتمع الدولي ضغوطاً فاعلة على النظام السوري بغية فرض الحلول المناسبة في الملف.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وفق ما نقلت المصادر الوزارية، أنه لا يمانع من بناء المخيمات عند الحدود، إلا أنه سأل باسيل في المقابل: “هل باستطاعتك أن تأتي بالضمانات اللازمة، ومن أين سيكون تمويل العملية، ومن سيتولى إدارتها؟”، مكرراً موقفه الرافض لمسألة التفاوض مع الحكومة السورية وسفيرها حول الملف. وحين سأله باسيل: “هل ممنوع على وزير الخارجية أن يستقبل السفير السوري أسوةً باستقبال كل السفراء المعتمدين لدى الدولة اللبنانية؟ أجاب درباس: “بالطبع هذا أمر غير ممنوع”، وهنا تدخل سلام قائلاً لباسيل: “المشكلة يا معالي الوزير أنّ السفير السوري توسّع في شرح موقفك إثر اللقاء بينكما”.
وأوضح وزير الخارجية أنّ “ما قاله السفير علي عبد الكريم علي بعد اللقاء لم يتم التطرق إليه خلال اللقاء”، لافتاً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً الجمعة لتوضيح كل الأمور، وأضاف باسيل: “البعض يعترض على إجراء تواصل دبلوماسي مع الجانب السوري بينما سبق أن جرى تواصل أمني لبناني مع السوريين. هنا تدخل المشنوق، وقال: “تم التواصل بعلمي وموافقتي وحول قضايا لا تتعلق لا بالنازحين ولا بالأمن اللبناني إنما تتعلق بـ”عراضات” أراد النظام السوري أن يقوم بها في موضوع المخطوفين”، مضيفا: “لا مانع من أن تجلس مع السفير السوري لكننا حريصون على ألا يدخلنا ذلك في الصراع السوري بحيث تصبح حينها مضطراً إلى الجلوس والتحدث كذلك مع المعارضة السورية، علماً أنّ حوارك مع سفير النظام السوري لن يغيّر من موقف النظام في موضوع المخيمات بل من شأنه أن يفتح علينا أبواباً نحن بغنى عن فتحها”.
وإذ لفتت المصادر الوزارية إلى أنّ باسيل أشار في مداخلته إلى أنّ الحكومة الحالية أصبح لديها سياسة واضحة في التعامل مع النازحين السوريين بخلاف الحكومة السابقة، مشيداً ومنوهاً بشكل بدور المشنوق ودرباس.
ونقلت المصادر الوزارية عن المشنوق قوله خلال الجلسة: “نحن نقف إلى جانب مخاوف وهواجس “التيار الوطني الحر” في ما يتصل بالمخاطر الناجمة عن واقع النزوح إلى لبنان، إلا أننا لا نرى أية منفعة من بحث الملف مع السفير السوري”، وتساءل: إذا بقي تكتل “التغيير والإصلاح” على موقفه المعارض لإقامة مخيمات للنازحين وأصبح عددهم مليونا ونصف المليون نازح كيف يمكننا حينئذ أن نعالج المخاطر الأمنية الناجمة عن ذلك.