استمر اقتصاد القطاع الخاص اللبناني في الانكماش خلال حزيران الماضي، إلا أن معدل الهبوط شهد تراجعاً هامشياً فقط، وهذا ما اتضح من خلال صعود مؤشر «BLOM LEBANON PMI» المعدّل موسميًا إلى 49.1 نقطة من 48 نقطة في أيار، مسجلاً بذلك أعلى قراءة له في 8 أشهر.
وتعقيباً على هذه النتائج، قالت رئيسة قسم التحليل المالي في بنك بلوم إنفست، مايا منتش، «يحاكي المؤشر إرادة وجهود القطاع الخاص الرامية إلى النهوض بعد كل تباطؤ. فقد وصلت قراءة المؤشر إلى أعلى مستوى لها في ثمانية أشهر بفضل انتظام الوضع الأمني وعلى الرغم من حالة الفراغ السياسي».
أضافت «استمرت الطلبيات الجديدة ضعيفة نظرًا لأن الطلب المحلي والإقليمي ظل يعاني من الضغوط، ولكن بالمقابل لحظنا تحسناً في العرض. حيث ان توقعات الشركات بالعودة الى النمو دفعتها إلى زيادة أعداد العاملين لديها ومستويات المخزون. ولا شك أن التفجيرات الأخيرة ستوثر سلباً على نتائج شهر تموز القادم، إلا أن احتواء الموقف وتحقيق تقدم على الصعيد السياسي يمكن ان يساعد في إبقاء النشاط الاقتصادي على المسار الصحيح».
وجاءت النتائج الرئيسية لاستبيان حزيران كما يلي:
تراجعت مستويات الإنتاج بوتيرة بطيئة في حزيران، هي الأقل قوة في 6 أشهر. وانخفضت الطلبيات الجديدة أيضاً بمعدل معتدل، علماً أنها لا تزال تتراجع شهرياً وباستمرار منذ أكثر من عام. ولم يكن ضعف الطلبيات الجديدة ناتجًا فقط عن السوق المحلية، التي لا تزال الأوضاع الأمنية والسياسية فيها تلقي بظلال ثقيلة على الطلب، ولكن أيضًا عن هبوط آخر -وإن كان أبطأ- في طلبيات التصدير الجديدة.
وتجاوباً مع مؤشرات تراجع حدة الانكماش، قامت الشركات بزيادة مستويات التوظيف في حزيران وذلك للمرة الأولى منذ خمسة أشهر. اضافة الى ذلك، سجل معدل توفير فرص العمل الجديدة المستوى الأقوى له منذ آب 2013، رغم أنه ظل معتدلاً في مجمله. وتشجعت الشركات أيضًا على رفع مستويات مشترياتها، منهيةً بذلك فترة هبوط النشاط الشرائي التي دامت خمسة أشهر. وبالتالي، ارتفع مخزون المشتريات بعد استقراره إلى حد كبير خلال الشهرين السابقين.
تمكن الموردون من تسليم البضائع بشكل أسرع في حزيران، ليكون هذا الشهر هو الثالث فقط على مدار تاريخ الاستبيان الذي يشهد تحسنًا في أداء الموردين.
على صعيد التوريد أيضا، شهد متوسط أسعار الشراء زيادة هامشية، اذ ارتفع معدل التضخم بوتيرة هي الأبطأ على مدار الثلاثة أشهر الماضية التي شهدت زيادة في الأسعار. كما ارتفعت أجور العاملين بوتيرة متواضعة ومماثلة، رغم أن هذا المعدل لتضخم الأجور هو الأعلى على مدار سبعة أشهر.
عادت أسعار مبيع المنتجات إلى الزيادة في حزيران، حيث ارتفعت للمرة الأولى منذ شهر كانون الأول وبمعدل قياسي على مستوى تاريخ الدراسة. بالإضافة الى ذلك، فإن درجة زيادة أسعار المبيع جاءت أعلى قليلا من الزيادة الملحوظة في مجمل أعباء التكاليف، مشيرة بذلك إلى تراجع الضغوط على هامش أرباح الشركات
ويتضمن هذا التقرير نتائج المسح الشهري التاسع حول النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني. وقد بدأ إجراء هذا المسح الذي تقوم به شركة ماركيت Markit برعاية Blominvest Bank منذ أيار 2013 ليعطي مؤشرا مبكرا عن الأعمال في لبنان، يعرف بمؤشر BLOM PMI.
مؤشر BLOM PMI هو مؤشر مركب، يحتسب على أساس متوسط خمسة مكونات أساسية في نشاط الشركات هي: الطلبيات الجديدة لديها (30 في المئة من المؤشر)، ومستوى الانتاج (25 في المئة)، ومستوى التوظيف (20 في المئة)، ومواعيد تسليم الموردين (15 في المئة)، ومخزون المشتريات (10 في المئة).
وتشير القراءة الأعلى من 50 نقطة للمؤشر إلى وجود تحسن في النشاط الاقتصادي للشركات عما كان عليه في الشهر السابق، في حين تشير القراءة الأدنى من 50 نقطة إلى وجود تراجع.