تتقدّم الأنباء السياسية والأمنية المحلية وتُنافِسُها أنباء تدهور الوضع في العراق وسوريا على كلّ الأنباء الأخرى، وفي طليعتها الشأن الاقتصادي عموماً والنفطي تحديداً.
وفي خِضمّ هذه المعمعة تُنحَر جميع الملفات الاجتماعية الأخرى ومعها سلسلة الرتب والرواتب. وكما أنّ انتخاب الرئيس اللبناني شأنٌ إقليمي ودولي كذلك هو تسليح الجيش اللبناني ومجدّداً ملف النفط، وهو الجنين الذي لا يحقّ له الخروج من رحم أمّه في الشهر التاسع، بل يخضع لمصالح الكثيرين والقليلين من الداخل والخارج القريب والبعيد. ورُبّ قائل عن وجه حقّ أو دَهاء: اتّفقوا على انتخاب الرئيس ثمّ الحكومة ثمّ على الإصلاحات، وبعد ذلك يحين وقت الاتفاق على النفط.
أو حتى إنّ النفط يدخل ضمن إطار التسويات الكبرى التي سوف تشهدها منطقة الشرق الاوسط وفي إطار توزيع الحصص والجوائز والترضيات. إنّ جوع العباد والبلاد وانتشار البطالة ما زال أعجزَ عن الخروج إلى الملأ مع الإمساك الكامل للسياسيين لمختلف التحرّكات في الساحات الداخلية على انواعها وألوانها. فالشعب موجود للتضحية ولتحمّل أعباء القطاع العام ونفقاته وصفقاته ودهاء ذئاب المال والسلطة. إنّ لبنان في أمسّ الحاجة لواردات النفط وفي أقرب فرصة.
فلا الدَين العام وكلفته وتضخّمه ولا تراجع قدرة اللبنانيين الشرائية ولا حاجة الشباب للوظائف وعامّة الشعب للخدمات العامة الضرورية يمكن ان تنتظر اكثر. لكن في الحسابات الكبيرة تُشطب الحسابات الصغيرة، وأمام الحسابات السياسية الكبيرة تضيع الحسابات الاقتصادية والاجتماعية للّبنانيين. فهل هذه إرادةٌ إلهيّة أم طفحٌ سياسيّ غيّبَ كلّ شأن آخر؟!
السوق اللبنانية
زاد جمود حركة البورصة الرسمية للأسهم أمس ليبلغ حجم الأسهم المتداولة 43289 سهماً وقيمتُها 289584 دولاراً أميركياً. وسُجّل تبادل 19 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت ستّة أسهم. ارتفع منها سهمان وتراجعت أربعة أسهم أخرى. وقادت أسهم سوليدير الاتّجاه الانخفاضي ليتراجع سعر اسهم الفئة (أ) بنسبة 0,37 في المئة الى 13,14 دولاراً، وتراجعَ سعر اسهم الفئة (ب) بنسبة 1,56 في المئة وانخفضَت اسهم بنك بيبلوس (2008) بنسبة 0,29 في المئة أعلى 100,20 دولار، كما تراجعت اسهم بنك عودة بنسبة 1,56 في المئة الى 6,30 دولارات.
وفي المقابل ارتفع سعر أسهم بنك عودة فئة (GDR) بنسبة 4,54 في المئة الى 6,90 دولارات، وزادت اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 1,25 في المئة الى 1,62 دولار. وفي سوق القطع الاجنبي في بيروت أُقفِل الدولار رسمياً على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع، وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
كان الدولار الاميركي أفضل أمس بدعم ترقّب الاسواق لتقارير الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية بعدما كان تلقّى دعماً من تقارير أخرى. فارتفع بنسبة 0,07 في المئة الى 1,3651 دولار لليورو وبنسبة 0,17 في المئة الى 1,7136 دولار للجنيه الاسترليني وبنسبة 0,13 في المئة الى 101,90 ينّ كما زاد بنسبة 0,72 في المئة الى 0,9375 مقابل الدولار الاسترالي وبنسبة 0,10 في المئة إلى 0,8897 فرنك سويسري.
أمّا اليورو فتماسك أمس فوق مستوى 1,265 دولار قبيل قرارات مهمّة سوف يتّخذها البنك المركزي الاوروبي، حيث يتوقّع أن يبقي على أسعار الفائدة الاوروبية دون أيّ تغيير. وسوف تتابع الأسواق المؤتمر الصحافي لماريو دراغي لاحقاً. أمّا الدولار الاسترالي فتكبَّد الخسائر الكبيرة لليوم الثاني على التوالي بعد تعليقات للبنك المركزي الأسترالي قال فيها إنّ العملة مقوَّمة بأكثر من قيمتها الحقيقية.
الأسهم العالمية
تقلّبت أسعار الأسهم أمس في مختلف البورصات العالمية مع ترقّب الاسواق لقرارات البنك المركزي الاوروبي وبيانات الوظائف الأميركية. فزاد مؤشّر داو جونز في بورصة وول ستريت بنسبة 0,12 في المئة الى 16976 نقطة، كما زاد مؤشّر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,07 في المئة الى 1975 نقطة. وتراجع مؤشّر ناسداك المجمع بنسبة 0,02 في المئة الى 4458 نقطة.
وفي اوروبا ارتفع مؤشّر فوتسي البريطاني بنسبة 0,48 في المئة الى 7849 نقطة وزاد مؤشّر كاك الفرنسي بنسبة 0,15 في المئة الى 4469 نقطة. كما ارتفع مؤشّر داكس الالماني بنسبة 0,67 في المئة الى 9978 نقطة. امّا في آسيا فتراجعت الاسهم من اعلى مستوى لها في ستة اعوام مع ترقّب تقارير الوظائف الاميركية فأقفل مؤشّر نيكي في بورصة طوكيو منخفضاً 0,14 في المئة الى 15348 نقطة، وانخفض مؤشّر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,08 في المئة الى 23531 نقطة.
الذهب
تراجعَت أسعار الذهب امس مع التزام المستثمرين جانب الحذَر قبيل بيانات الوظائف الاميركية التي سوف توضِح الاتجاهات الاقتصادية في العالم، بدءاً من الولايات المتحدة الاميركية، فانخفضَ سعر المعدن الأصفر بنسبة 0,52 في المئة الى 1324 دولاراً للأونصة، وانخفض سعر الفضّة بنسبة 0,88 في المئة إلى 21,12 دولاراً للأونصة.
النفط
كذلك تراجَعت أسعار النفط الاميركي في نيويورك بعد ظهر أمس بنسبة 0,42 في المئة أعلى 104,04 دولارات للبرميل. وهبط سعر نفط مزيج برنت الخام بنسبة 0,53 في المئة في اوروبا الى 110,65 دولارات للبرميل. وتأثّرت الأسعار لليوم الثاني بانحسار مخاوف الإمدادات النفطية من ليبيا، غير أنّ الوضع في العراق ظلّ يشكّل دعماً للأسعار من جهة أخرى.