رأى مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهّال، أن ما يُسمى بـ”لواء أحرار السنّة في بعلبك”، ما هو إلا فصيل مشبوه من فصائل المخابرات السورية والإيرانية العاملة على زرع بذور الفتنة في لبنان عموما والبقاع خصوصا، وأن ما صدر ويصدر عنه من بيانات وتغريدات على حسابه الرسمي عبر موقع تويتر ضد كنائس المسيحيين، يتقصد منه تشويه صورة الإسلام، وتحديدا الطائفة السنية، وذلك من خلال اختراقات تدفع الى أعمال غير موافقة للشرع الإسلامي، معتبرا أن الخطورة في تلك الأعمال الاستخباراتية التي ينفذها بعض الأجراء المحليين الملحقين بركب المحور الأسدي ـ الصفوي المشترك، لا تكمن فقط في إشعال فتنة سنيّة ـ شيعية فحسب، إنما أيضا بخلق فتنة سنية ـ سنية.
ولفت الشهال في تصريح لـ”الأنباء” الى أن المطلوب وبإلحاح من الدولة اللبنانية هو إقامة العدل بين جميع المكونات اللبنانية، علما أنها لن تستطيع الى ذلك سبيلا ما دام حزب ولاية الفقيه الايراني (حزب الله)، يهيمن على عمل الاجهزة الامنية ويدفع بها تارة الى ضرب الطائفة السنية وطورا الى التخلي عن واجب حماية أبنائها وأهلها، كما حصل في بلدتي الطفيل وعرسال وغيرهما من البلدات السنية، فكفى رضوخا وانكسارا أمام السلاح الصفوي وكفى استجابة لأهواء حزب الله الساعي أبدا الى ضرب الاعتدال السني، وهو ما لن ينجح في تنفيذه لصالح أسياده السوريين والايرانيين، مؤكدا أن الاعتدال السني يرفض الإرهاب بكل أشكاله، لكن في الوقت عينه لن يسكت عن حزب يعمل جاهدا على زرع الإرهاب أينما شاء وكيفما شاء، ويدفع باتجاه مواجهة مرفوضة بين الطائفة السنية والجيش.
وعن رأيه في قيام الدولة الإسلامية وتعيين أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين، أكد الشهال أن مجرد الاعلان عن دولة إسلامية بهذا الشكل المتخفي وغير الواضح، من شأنه أن يُقزّم الخلافة الإسلامية ويضعها في مرتبة متدنية آلاف الدرجات عن مرتبتها الحقيقية والفعلية، خصوصا أن أهم خصائص وواجبات الخلافة الإسلامية هي إقامة العدل والاحكام ونشر الأمن والاستقرار في بقاع العالم الإسلامي، بمعنى آخر اعتبر الشهال أن مكونات ومقومات وأسس الخلافة الإسلامية غير متوافرة بالبغدادي، وبالتالي فإنه إذا كان فعلا هناك من نوايا صادقة في إعلان الدولة الإسلامية، فإن ذلك سيتم استغلاله لتشويه صورة الإسلام والخلافة الإسلامية، ما يعني أن إعلان هذه الدولة الإسلامية هو بمنزلة التأسيس لصراع، المسلمون في غنى عنه، خصوصا أن البغدادي يفرض دولته على السنّة في العراق والشام من دون أن يكون هناك أي مبايعة له من قبل أهل الحل والعقد في الدولتين المذكورتين.
وأكد الشهال أنه لا وجود لبيئة حاضنة في طرابلس للخلافة الإسلامية، لكن هناك من يروِّج لها، وعلى المسؤولين اللبنانيين من علماء وسياسيين وأمنيين أن يتعاطوا مع الأمر بالحوار لتفادي الفتنة التي يسعى إليها البعض.