أكّد رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع أنّ لبنان مهدد بهويته البشرية والجغرافية، محذرًا من تغيير ديموغرافي فيه لأنّه ومع الأسف أصبح نصف سكان الوطن من غير اللبنانيين، وأصبحت أراضيه محلّلة للبيع للغرباء من دون أن وعي الأخطار الحقيقية التي تتهدّده.
كلام أبي اللمع جاء على هامش إنطلاق مؤتمر “أرضي هويتي” بدعوة من الرابطة المارونية وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث قال إنّه من المعيب أن نتعامل مع الأرض على أنّها سلعة نتاجر بها مقابل بدل مادي، واعدًا بعدم المساومة في هذا المجال واستباحة الأرض لأي سبب كان، وأضاف: “سنقاوم أي توجه ينفذ هذه الخطة بأي طريقة”.
وتابع: “لنكن يدًا واحدة من كل الطوائف وسدًا صارخًا في الدفاع عن الركائز التي يقوم عليها لبنان، ويحرس الأرض أهل الأرض أصغرهم، وتراب لبنان لنا خبز، وجبالنا لغير الله ما ركعت”.
وألقى النائب البطريركي العام المطران إميل عنداري كلمة البطريرك الراعي الذي أبدى قلق الكنيسة المارونية الكبير حيال ما وصلت إليه الاوضاع في العالم ولبنان، لافتًا الى العلاقة التي تربط الموارنة بالأرض، وهم أبناء الجبال والوديان وأخذوا منها القسوة والحدة وتمسكوا بها عبر التاريخ.
وأكّد بأنّ من يخسر هويته التاريخية، أي أرضه، يكون قد خسر نفسه، مضيفًا أنّ “الأرض أعطيت لنا لنستثمرها ونأكل من خيرها ومن عرق جبيننا وأن نتشارك بركتها مع الآخرين”.
وإذ لفت الى أنّ السيّد المسيح بيّن لنا في الإنجيل مدى أهمية الأرض، عندما قال “إنّ الودعاء يرثون ملكوت الأرض”، أكّد العنداري نقلا عن الراعي: “الأرض هي إرث اليوم، أين نحن من هذا الإرث ومن هذه الذخيرة؟ هل نترك أرضنا ساحة لتجار الهيكل؟ فالأرض وديعة ثمينة وذخيرة مقدسة وهي أمانة استلمناها من آبائنا ونسلّمها لأولادنا، فلنحافظ عليها”.
