IMLebanon

«الكهرباء» تضغط على الحكومة عبر خنق اللبنانيين: زيادة المساهمة المالية أو زيادةالتقنين

Safir

كامل صالح

بشّرت «مؤسسة كهرباء لبنان» أمس اللبنانيين، بزيادة ساعات التقنين في المناطق اللبنانية كافة حتى أوائل فصل الخريف المقبل، بحيث تصبح 13 ساعة تغذية يوميا فقط. علماً أنه، ووفق معلومات توافرت لـ«السفير»، قد يحدث تفاوت في التغذية إلى 4 أو 5 ساعات يومياً، بسبب الأعطال في محطات التحويل أو في معامل الانتاج أو التعديات على الشبكة. وفي ما يبدو أن شد الحبّال بين وزارة الطاقة والمياه وإدارة المؤسسة من جهة، والحكومة عموماً ووزارة المال خصوصاً من جهة ثانية، بلغ أوجه على خلفية خفض ميزانية الكهرباء، تفيد مصادر متابعة لملف الكهرباء «السفير» بأن إدارة المؤسسة لم توضح للمواطنين في بيانها أمس، رأي وزارة الطاقة الوصية على المؤسسة، بما آل إليه وضع الكهرباء، بعدما وعدت الوزارة طوال السنتين الماضيتين بأن ترتفع ساعات التغذية تدريجيا إلى أن تصبح 24 ساعة يومياً في العام 2015. كما لم توضح ما هو دور «شركات مقدمي الخدمات» ولها حوالي 3 سنوات، فيما الوضع يزداد سوءا لا سيما في إطار الحدّ من الهدر على الشبكات البالغ في بعض المناطق أكثر من 56 في المئة. علماً أنه في حال معالجة هذا الهدر سيؤمن إيرادات بأكثر من 250 مليون دولار سنوياً؟».
وتلحظ هذه المصادر أنه «تمت الاستعانة بالباخرتين التركيتين لدعم تأهيل معملي الجية والذوق، إنما وبعد حوالي سنة على بدء العمل، يلفظ المعملان أنفاسهما الأخيرة، من دون أي تحسن ملموس في الإنتاج، وأصبح الاعتماد كليّاً على الباخرتين لتأمين 287 ميغاوات أي حوالي 25 في المئة من إنتاج كل المعامل في لبنان، والبالغ حوالي 1500 ميغاوات!».
ساعات التغذية اليومية
في المقابل، ترتفع صرخات المواطنين في المناطق كافة من زيادة التقنين، وفيما ينتظر أن يزداد الوضع سوءا خلال الأيام المقبلة، يفيد مراسلو «السفير» في المناطق أن خريطة ساعات التغذية اليومية بالتيار الكهربائي تتوزع وفق الآتي:
ـ بيروت: من 19 إلى 21 ساعة
ـ ضواحي بيروت: من 5 إلى 9 ساعات يوميا (حسب الأحياء والأعطال)
ـ إقليم الخروب: من 3 إلى 6 ساعات يوميا (علماً أنه لم يتم حتى الآن، تصليح محول توقف عن العمل في معمل الجية منذ حوالي 10 أيام)
ـ طرابلس: من 12 إلى 13 ساعة (التحسن من يومين)
ـ الشمال عموماً: من 7 إلى 12 ساعة (حسب البلدة والأعطال الطارئة)
ـ عالية والمتن الأعلى: من 12 إلى 13 ساعة
ـ منطقة زحلة: من 5 إلى 9 ساعات (حسب الأعطال)
ـ البقاع الغربي: من 9 إلى 11 ساعة (يضاف إلى ذلك، ضعف في التيار، بحيث لا يصل إلى 220 فولت)
ـ منطقة صيدا: من 9 إلى 12 ساعة
ـ منطقة صور: من 4 إلى 6 ساعات يوميا
ـ منطقة النبطية: من 11 إلى 13 ساعة (التحسن من يومين، بعد ابدال محول في محطة التوزيع)
ـ مرجعيون وحاصبيا والعرقوب: من 10 إلى 13 ساعة (التحسن بدأ من يومين بعد صيانة الشبكة وتغيير محولات، علماً أن التغذية لمستشفى حاصبيا ومتنزهات الحاصباني 24 ساعة حالياً)
إيقاف معامل وتحديد الإنتاج
أمس إذاً، أبلغت «مؤسسة كهرباء لبنان» اللبنانيين في بيان، أنه التزاماً منها بقرار مجلس الوزراء رقم 103 تاريخ 22/5/2014 القاضي بتحديد سقف المساهمة للمؤسسة للنصف الثاني من العام 2014، وحيث أن هذه المساهمة تنحصر بتأمين المحروقات لزوم معامل الإنتاج، ما يشكل عبئا متزايدا على الخزينة العامة بسبب الفرق الشاسع بين كلفة إنتاج الكيلوات ساعة وسعر مبيعه في ظل الارتفاع الكبير لأسعار النفط مقابل ثبات التعرفة المنخفضة، ستعتمد المؤسسة خلال أشهر الصيف المقبلة برنامج تغذية بالتيار يتلاءم مع المبالغ التي أقرّها مجلس الوزراء، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات الآتية:
ـ إيقاف معملي صور وبعلبك عن الإنتاج بالكامل بسبب الكلفة المرتفعة لتشغيلهما حيث يعملان على مادة الديزل أويل.
ـ تحديد إنتاج معمل الجية بحوالي 100 ميغاوات فقط نظرا للكلفة المرتفعة لتشغيله بسبب قدم مجموعاته الإنتاجية.
ـ إيقاف استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلا عند الضرورة فقط.
ـ إبقاء مجموعات الإنتاج المذكورة في معامل صور وبعلبك والجية كاحتياط لتشغيلها في حال طرأ عطل ما على المجموعات العاملة والتي تنتج بكلفة أقل.
ـ يضاف إلى ذلك توقف الإنتاج المائي بشكل شبه كامل بسبب شح المياه.
1550 ميغاوات
تؤكد المؤسسة في بيانها، أنها «ستعمد إلى تحديد القدرة الإنتاجية الموضوعة على الشبكة بـ1550 ميغاوات بشكل ثابت خلال الفترة الممتدة من 1/7/2014 حتى 10/9/2014، ما يؤمن حوالي 13 ساعة تغذية يوميا في جميع المناطق، مع الإبقاء على البرنامج نفسه في بيروت الإدارية».
وإذ أبدت المؤسسة «أسفها لاضطرارها لاتخاذ الإجراءات المذكورة»، تتمنى على المواطنين «تفهم ضرورة تحقيق التوازن بين توفير التغذية بالتيار والوضع الدقيق للمالية العامة».
ولم تنس أن تخلص للقول إنها «ستبذل كل جهد ممكن، وضمن الإمكانيات المتاحة لتأمين التيار للمواطنين خلال شهر رمضان في فترتي الإفطار والسحور».