IMLebanon

تراجُع أسهم سوليدير يُنذر بالأسوأ

Joumhouriya-Leb
طوني رزق
إنّ حركة الاموال لطالما استبقت التطورات السياسية والاقتصادية فشكلت معياراً يترقبه الخبراء لاستقراء بعض المراحل الزمنية. وفي هذه الخانة يرى البعض الهبوطَ المثالي لأسهم سوليدير انذاراً لتدهور الوضع السياسي في البلاد.
تُعتبر تحرّكات اسعار اسهم شركة سوليدير في البورصة اللبنانية كما في الاسواق العالمية مؤشراً الى ثقة المستثمرين بالاوضاع الاقتصادية في لبنان عموماً. ويأتي ذلك مع ما تمثله منطقة سوليدير العقارية في وسط العاصمة على الصعيد الاقتصادي الوطني العام. ولطالما اظهرت تحركات هذه الاسهم حساسيةً مرتفعةً جداً إزاء التطورات السياسة والامنية في لبنان والدول المجاورة.
وما تراجع هذه الاسهم من اعلى مستوياتها الى ما دون الـ40 دولاراً والى ما دون تقديرات غالبية المؤسسات المالية المصرفية عند الـ33 دولاراً الى مستويات تراوحت بين 11 دولاراً و14 دولاراً سوى انعكاس لما آلت اليه الاوضاع في لبنان في السنوات القليلة الماضية.
وكانت اسعار هذه الاسهم عادت للإنتعاش فوق مستوى الـ12 دولاراً لتقارب الـ14 دولاراً بعد تشكيل الحكومة الجديدة وحسن سير العمل في هذه الحكومة. غير أنّ تراجع وتيرة الاتصالات بين الافرقاء السياسيين المحليين وتدهور الوضع في العراق أعادت هذه الاسهم الى دائرة الضعف الشديد.

الامر الذي دفعها أخيراً للانخفاض على مدى ايام متتالية حتى قاربت امس مستوى 13 دولاراً في اتجاهٍ لاختراقه نزولاً مع مطلع الاسبوع المقبل اذا ما ازدادت المناكفات بين السياسيين وعاد هؤلاء الافرقاء الى التراشق السياسي الثقيل. الى ذلك، ينذر تراجع أسهم سوليدير بتدهورٍ شديد للوضع السياسي في البلاد والذي يطال معه الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

السوق اللبنانية
وفي هذا السياق، عكست بورصة بيروت الرسمية للاسهم امس هذه الاجواء السلبية مع تراجع نشاطها الى أدنى مستوياته في أسبوعين لينخفض الى 25743 سهماً قيمتها 217559 دولاراً. وجاء ذلك مع تبادل 23 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة والتي تناولت خمسة أسهم تراجع منها ثلاثة أسهم واستقرّ سهمان آخران.
وانخفضت أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 1,06 في المئة الى 13 دولاراً كما تراجعت أسهم الشركة من الفئة (ب) بنسبة 0,3 في المئة الى 13,01 دولاراً. وتراجعت ايضاً أسهم بنك BLC الفئة (A) بنسبة 2,91 في المئة الى 100 دولار واستقرت أسهم بنك عودة العادية على 6,30 دولارات وأسهم بنك BLC الفئة (B) على 100 دولار أيضاً.

وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة اللبنانية بنسبة 0,16 في المئة الى 11,110 مليار دولار. أما في سوق القطع وانعكاساً لسياسة الاستقرار النقدي وثبات سعر صرف الليرة إزاء الدولار رسمياً فقد استقرت أسعار الدولار أمس أيضاً على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرات.

الأسواق والأسهم العالمية
إتجه الدولار الأميركي لإنهاء الاسبوع الجاري على ارتفاع وذلك للمرة الاولى في أربعة اسابيع. وقد لقيَ دعماً من تقارير الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية القوية والتي دفعت الاسواق لتوقع تقريب الاحتياطي الفدرالي لتاريخ رفع اسعار الفائدة الاميركية.

ويبدو انّ الدولار سوف يرتفع هذا الاسبوع نحو 0,2 في المئة مقابل عشر عملات رئيسة مع انخفاض نسبة البطالة الاميركية الى ادنى مستوى لها في ستة اعوام. وكان الاحتياطي الفدرالي خفض حجم ضخ السيولة شهرياً في الاسواق من 85 مليار دولار الى 35 ملياراً. وذلك في اشارة الى تحسّن الاقتصاد الاميركي.

وكان الدولار تراجع 3,6 في المئة في العام الماضي كما تراجع الين الياباني 5,7 في المئة وزادت الكورونة السويدية 6,5 في المئة. أما أمس فتقدم الدولار 0,15 في المئة الى 1,3589 دولار لليورو و0,06 في المئة الى 1,7149 دولار للجنيه الاسترليني و0,13 في المئة الى 102,07 ين و0,01 في المئة الى 1,0635 دولار كندي و0,18 في المئة الى 0,8945 فرنك سويسري.

وكان من المتوقع أن تتحرّك أسعار الاسهم العالمية ضمن نطاقات ضيقة بعد مسيرة طويلة من الارتفاعات القياسية المتتالية في استراحة تقنية، فتراجع مؤشر داو جونز 0,54 في المئة الى 17068 نقطة وزاد مؤشر ناسداك 0,63 في المئة الى 4485 نقطة وزاد مؤشر ستاندر اند بورز 0,55 في المئة الى 1985 نقطة وتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,17 في المئة وداكس الالماني 0,01 في المئة الى 4482 و10021 نقطة على التوالي.

الذهب والنفط
كانت أسعار الذهب مرتفعة بنسبة 0,16 في المئة الى 1322,70 دولاراً للاونصة بعد ظهر أمس كما زادت أسعار الفضة بنسبة 0,27 في المئة الى 21,20 دولاراً للاونصة. إلّا أنّ تحسّن الاقتصاد الاميركي وارتفاع الدولار حدّ من ارتفاع الذهب. أما أسعار النفط الاميركي فتراجعت أمس 0,19 في المئة الى 103,86 دولارات للبرميل كما تراجعت أسعار نفط برنت الخام في أوروبا بنسبة 0,18 في المئة الى 110,80 دولارات للبرميل.