رجح مصدر أمني مطلع لـ”السياسة”، أن يكون “لواء أحرار السنة” الذي أطلق تهديدات باستهداف الكنائس، تنظيماً وهمياً، لكنه أكد أن التحذيرات من حدوث اعتداءات إرهابية جديدة في لبنان مسألة جدية.
وأوضح أن كل البيانات الإعلامية السابقة للواء المذكور وخصوصاً على “تويتر”، تزامنت مع أحداث أمنية ،ولكن لم يكن ثمة رابط فعلي بين كاتبي البيانات وبين المعتدين. والجديد في التهديد الأخير، أنه ذكر اسماً وعرض صورة لشخص ملثم يرجح أن يكون أحد قادة “جبهة النصرة” في منطقة القلمون السورية ويدعى أبو مالك.
وهذا يفتح الباب أمام سلسلة احتمالات، فإما أن “النصرة” تريد أن تتحرك في لبنان تحت اسم لبناني وهو لواء “أحرار السنة” في بعلبك لتضليل الأجهزة الأمنية، أو أنها مجرد عملية إعلامية استعراضية يُراد منها أيضاً خلط الأوراق، بعدما تم اكتشاف خلايا إرهابية نفذت عمليات لحساب تنظيم “داعش”.
وفي الحالتين يشتم مما يجري، أن ثمة صراعاً خفياً بين الأخير وبين “النصرة” على أرض لبنان كامتداد لنزاعهما في سوريا.
وأضاف المصدر: “المؤكد أن التوتر الأمني في لبنان بلغ مستوى عالياً جداً ربطاً بالأحداث العراقية وقبلها السورية. ويجزم محللو استخبارات غربيون بأن للنظام السوري اليد الطولى في دعم وتحريك تنظيم داعش في سوريا، قبل أن يفلت الأمر من يد بشار الأسد ويتمدد طموح هذا التنظيم الإرهابي إلى العراق ودول الخليج المجاورة. وفي هذا الإطار لا يمكن استبعاد أن انتقال داعش إلى لبنان، تم بمساعدة المخابرات السورية من أجل استخدام هذه الساحة، وتحديداً مصير المسيحيين فيها كورقة ابتزاز للغرب، كي يتدخل لإنهاء أزمة النظام السوري”.
وأكد المصدر أن استخدام ورقة الوجود المسيحي في لبنان شكل دائماً استثماراً ناجحاً للنظام السوري. فإذا كانت طهران اليوم تقدم نفسها كرأس حربة في مواجهة الإرهاب التكفيري في العراق والخليج، فإن الأسد يكمل اللعبة في لبنان.