طالعت مؤسسة كهرباء لبنان المواطنين أمس بخبر زيادة ساعات التقنين بسبب ارتفاع عجزها المالي وعدم قدرتها على الاستمرار بالإنتاج في ظل التعرفة الكهربائية المنخفضة في مقابل ارتفاع اسعار النفط، وكأن الأزمة الراهنة هي أزمة مستجدة وكأنها لم تكن موجودة قبل فصل الصيف.
تراكم العجز في مؤسسة كهرباء لبنان الذي يعود الى عشرات السنين وترهّل الإدارة وما تحويه المؤسسة من فساد وهدر ومحسوبيات … كل تلك الأزمات ستُحل بمجرد رفع التعرفة (بحسب رؤية المؤسسة) أي أن مغارة علي بابا اختارت الحل الأسهل لرفع واردات المؤسسة بدل أن تعمد بمؤازرة وزراء الطاقة المتعاقبين على صوغ خطط ورؤى اصلاحية لقطاع بات الفساد من أبرز سماته.
ككل الأزمات دائماً تصاغ الحلول على حساب جيوب المواطنين واليوم في أزمة التقنين الكهربائي فالحل الذي اقترحته الشركة هو إما في خفض الإنتاج وزيادة ساعات التقنين أو في رفع تعرفة الكهرباء.
موقف الشركة
وفي التفاصيل فقد أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها ستعتمد خلال أشهر الصيف المقبلة، برنامج تغذية بالتيار الكهربائي يتلاءم مع المبالغ التي أقرّها مجلس الوزراء».
وأصدرت المؤسسة بياناً مما جاء فيه: التزاماً منها بقرار مجلس الوزراء رقم 103 تاريخ 22/5/2014 القاضي بتحديد سقف المساهمة لمؤسسة كهرباء لبنان للنصف الثاني من العام 2014، وحيث أن هذه المساهمة تنحصر بتأمين المحروقات لزوم معامل الإنتاج، ما يشكّل عبئاً متزايداً على الخزينة العامة بسبب الفرق الشاسع بين كلفة إنتاج الكيلوات /ساعة وسعر مبيعه في ظل الارتفاع الكبير لأسعار النفط في مقابل ثبات التعرفة المنخفضة، ستعتمد مؤسسة كهرباء لبنان خلال أشهر الصيف المقبلة برنامج تغذية بالتيار الكهربائي يتلاءم مع المبالغ التي أقرّها مجلس الوزراء، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات الآتية:
– إيقاف معملي صور وبعلبك عن الإنتاج بالكامل بسبب الكلفة المرتفعة لتشغيلهما حيث يعملان على مادة الديزل أويل.
– تحديد إنتاج معمل الجية بنحو 100 ميغاوات فقط نظراً إلى الكلفة المرتفعة لتشغيله بسبب قِدم مجموعاته الإنتاجية.
– إيقاف استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلا عند الضرورة فقط.
– إبقاء مجموعات الإنتاج المذكورة في معامل صور وبعلبك والجية كاحتياط لتشغيلها في حال طرأ عطل ما على المجموعات العاملة والتي تنتج بكلفة أقل.
– يضاف إلى ذلك توقف الإنتاج المائي بشكل شبه كامل بسبب شحّ المياه.
خفض الإنتاج
لذلك، قررت مؤسسة كهرباء لبنان أن تعمد إلى تحديد القدرة الإنتاجية الموضوعة على الشبكة بـ1550 ميغاوات بشكل ثابت خلال الفترة الممتدة من 1/7/2014 ولغاية 10/9/2014، الأمر الذي يؤمّن نحو 13 ساعة تغذية يومياً في جميع المناطق اللبنانية، مع الإبقاء على البرنامج ذاته في بيروت الإدارية.
ختاماً وإذ أسفت مؤسسة كهرباء لبنان لاضطرارها إلى اتخاذ الإجراءات المذكورة، تمنت على المواطنين تفهّم ضرورة تحقيق التوازن بين توفير التغذية بالتيار الكهربائي والوضع الدقيق للمالية العامة، حيث تسعى المؤسسة قدر الإمكان إلى تأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار على الشبكة، كما أنها ستبذل كل جهد ممكن وضمن الإمكانات المتاحة لتأمين التيار الكهربائي للمواطنين خلال شهر رمضان المبارك في فترتي الإفطار والسحور.
عكار
{ وفي سياق التقنين الكهربائي القاسي فقد أفاد مندوب «اللواء» من عكار أن أهالي من بلدة العبودية الحدودية قطعوا الطريق الدولية المؤدية الى الحدود السورية، أحتجاجا على الانقطاع المتفاقم في التيار الكهربائي حيث التقنين القاسي والتغذية القليلة التي لا تتعدى الـ 4 ساعات في اليوم الواحد.
وطالبوا من مؤسسة الكهرباء العمل على تأمين التيار بصورة عادلة ومتوازنة في كل المناطق اللبنانية، ومعالجة قضية ومشكلة النفايات التي تشكو منها المنطقة.
بعلبك
{ وفي بعلبك أجرى رئيس بلديتها الدكتور حمد حسن اتصالاته بالمعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان، للاستفسار عن سبب انقطاع التيار الكهربائي عن جزء من أحياء مدينة بعلبك، فأفادوه بأن هناك عطلا طرأ على خط التوتر تحت الأرض، مما يستدعي استقدام تجهيزات خاصة من بيروت لإصلاحه.
فأوعز حمد الى ورشة الكهرباء في البلدية، بتقديم كل ما يلزم من مساعدة لعودة التيار الكهربائي إلى سابق عهده في المدينة.