إيلي قهوجي،
البلبلة الامنية التي أشاعتها تغريدة لتنظيم ارهابي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وهدد فيها باستهداف كنائس في البقاع، شغلت الاوساط اللبنانية التي استنكرتها ولكن من غير ان يبدد ذلك المخاوف التي تنامت في البلاد بعد التطورات الميدانية في العراق وسوريا وما أعقبها في تفجيرات انتحارية محليا أفضت الى اكتشاف خلايا نائمة ارهابية في اكثر من منطقة والقبض على بعض افرادها. ولم يكن للاجراءات الاستباقية التي اتخذتها الاجهزة الامنية المختصة بالتنسيق في ما بينها أي انعكاس ايجابي حتى الآن على الأسواق المالية اللبنانية التي سادها الحذر والترقب حتى بعد توصل المكونات السياسية لمجلس الوزراء الى الآلية المنشودة لاتخاذ القرارات فيه ثم توقيع المراسيم العائدة اليها ونشرها، ثم انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية اليه وكالة منذ خلو منصبه اعتبارا من 25 ايار الماضي، إذ جاء تفاعلها مع هذا التطور خجولا جدا. وفي انتظار استكمال تطبيق هذه الآلية في الجلسات اللاحقة لمجلس الوزراء، ظلت بورصة بيروت على ترددها في نهاية الاسبوع كما منذ مطلعه في ضوء تطور حركة العرض والطلب التي تناولت امس ايضا الصكوك المالية المدرجة على لوائحها بقيادة تلك العائدة الى سوليدير وبعض المصارف. فمن جهة، واصلت أسهم هذه الشركة تقلباتها نزولا منذ افتتاح السوق بين أعلى على 13,18 دولارا وأدنى على 13,00، الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ13,00 دولاراً في مقابل 13,14 أول من أمس (ناقص 1,06 في المئة) والفئة “ب” بـ13,01 دولاراً في مقابل 13,05 في الفترة عينها (ناقص 0,3 في المئة)، بينما اقتصر التداول في قطاع المصارف، من جهة أخرى، على أسهم “بنك عوده” المدرجة التي استقرت أسعارها على 6,30 دولارات للسهم الواحد مع أسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية – B على 100,00 دولار الذي تراجعت أسعار التفضيلية – A العائدة اليه من 103,00 دولارات الى 100,00 (ناقص 2,91 في المئة).
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 2,22 نقطتان ونسبته 0,18 في المئة على 1210,75 نقاط، في سوق خاملة تبودل فيها 25743 صكاً قيمتها 277559 دولاراً، في مقابل تداول 43239 صكاً قيمتها 289584 دولاراً أول من أمس.
استمرار الضغوط على الأورو وجني أرباح على الأسهم الأوروبية
في الخارج، ساد الهدوء أسواق المال العالمية في ظل توقف الأميركية منها عن العمل في عيد الاستقلال. الا أن ذلك لا ينفي استمرار الضغوط على الأورو الذي كسر نزولاً امس عتبة الـ1,36 دولار للمرة الأولى منذ الخميس 19 حزيران، الى 1,3585 دولار فترة، بعدما انعشت أرقام البطالة في الولايات المتحدة الشهر الماضي آمال المستثمرين في أن يدفع هذا التطور الاحتياط الفيديرالي الى رفع معدل الفائدة الأساس لديه الى ما يفوق الـ 0,25 في المئة حالياً وقت لا يتجاوز هذا المعدل الى 0,15 في المئة في منطقة الاورو مع تأكيد رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي أول من أمس بعد اجتماع هيئة السياسة النقدية التابعة له انه سيبقي اسعار الفائدة في منطقته مخفوضة دعماً للاقتصاد فيها المهدد بالوقوع في انكماش الاسعار (déflation) في موازاة استمرار تراجع التضخم في هذه المنطقة الى ما دون المعدل المستهدف سنوياً والمحدد بـ2,00 في المئة. الى ذلك، جاء انخفاض الطلبات الصناعية في المانيا بنسبة 1,7 في المئة في ايار بعد ارتفاعها بنسبة 3,4 في المئة في نيسان بما فاق التوقعات التي كانت ترجح تدنيها بنسبة 1,00 في المئة فقط بسبب تزايد المخاطر السياسية اوروبياً وعالمياً ليضغط على الاورو الذي أقفل في لندن بـ1,3595 دولار في مقابل 1٫3608 أول من أمس، في تطور افادت منه المعادن الثمينة اذ اقفلت اونصة الذهب بـ1320,50 دولاراً في مقابل 1319,00 أول من أمس وأونصة الفضة بـ21,15 دولاراً في مقابل 21,10 في الفترة عينها.
ونشطت عمليات جني الارباح على الاسهم الاوروبية بعد المكاسب التي حققتها أول من أمس وقربتها من مستويات مرتفعة دحضتها البيانات الاقتصادية التي صدرت أمس في المانيا وأظهرت ضعفاً ملحوظاً في قطاعها الصناعي في أيار حمل المستثمرين في الاقتصادات الاخرى على مراجعة حساباتهم. وادى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الاورو بخسارة راوحت بين 1,49 في المئة في ميلانو و0,20 في المئة في فرانكفورت مروراً بـ0,47 في المئة في باريس.