IMLebanon

الصناعة العالمية للسيارات تواجه آفاقاً غامضة

al-hayat
أظهرت دراسة أن قطاع صناعة السيارات العالمي يقف اليوم على أعتاب مستقبل غامض المعالم، بما في ذلك التعافي البطيء لقطاع السيارات الأوروبي، إضافة إلى تفاوت أداء شركات السيارات الأوروبية والإفراط المستمر في الإنتاج بما لا يتناسب مع حجم الطلب في السوق، واحتمال أن تكون السوق الأميركية وصلت إلى ذروتها.
وتتوقع شركة «أليكس بارتنرز»، التي أعدت الدراسة تحت عنوان «تحذير: منعطفات غامضة – آفاق قطاع السيارات العالمي»، بيع 16.7 مليون وحدة على أقل تـــقدير خلال العام المقبل، وانخفاض نسبة نمو القطاع في الصين إلى 6.3 في المئة على مدار السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ17.6 في المئة خلال العقد المقبل.
وتستعد شركات صناعة السيارات اليابانية وسط ضعف الين، للاستفادة من انتعاش محتمل في حجم الطلب العالمي على منتجات السيارات، أضافة إلى ضغوط الجهات التنظيمية والمستهلكين لإعادة ابتكار منتجات السيارات بالكامل خلال السنوات القليلة المقبلة بحيث تكون أقل ضرراً على البيئة وتتلاءم مع المتطلبات التنظيمية الأخرى.
وتعليقاً على الدراسة، قال رئيس «أليكس بارتنرز» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ستيفانو أفيرسا «يمكننا القول إن قطاع السيارات العالمي خرج من الأزمة المالية العالمية وحال الركود الاقتصادي وتبعاتهما، ما يبعث على السرور لكن لا بد لنا من الاعتراف بأن القطاع يقف على أعتاب مرحلة مقبلة مبهمة وغير مسبوقة».
ووفق الدراسة وصل إجمالي مبيعات السيارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 1.9 مليون سيارة عام 2013، حيث استأثرت السعودية والإمارات ومصر بـ 58 في المئة من إجمالي المبيعات بواقع 1.1 مليون.
وشهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ مطلع عام 2009 نمواً مطرداً ومستداماً، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب بلغ 8 في المئة، فيما وصل هذا المعدل في السعودية إلى 20 في المئة خلال السنوات الأربع الأخيرة، وبلغ حجم مبيعات السيارات فيها نحو 800 ألف سيارة في 2013.
وتتوقع الدراسة أن تواصل مبيعات السيارات الجديدة النمو في المنطقة بفضل هذه المعطيات، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 7 في المئة حتى عام 2019، وستكون السعودية أبرز المساهمين في النمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10 في المئة.
وتعتبر الـــسيارات المـــتوسطة والكبيرة هي السائدة في سوق المنطقة، في حين تستحوذ السيارات الصغيرة والمدمجة على نحو 15 في المئة فقط، على عكس بعض الأسواق الغربية التي تمثل فيها هاتان الفئتان 35 في المئة من السوق.
ويستأثر مصنعو السيارات الآسيويون اليوم بالحصة الأكبر من سوق السيارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث استحوذ كل من «تويوتا» و «هيونداي» على 39 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات في العام الماضي.
وترى الدراسة أن بعض العلامات التجارية المنخفضة الكلفة، مثل السيارات الصينية، دخلت بنجاح إلى سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستهدفة فئة متوسطي الدخل. ونمت مبيعات شركة «جيلي» إلى 17 ألف سيارة في السعودية، بحصة سوقية وصلت إلى 3 في المئة خلال ثلاث سنوات فقط.
وعلى رغم تعافي مبيعات القطاع في الأسواق الإقليمية الأخرى، بقيت مبيعات السيارات في السوق الأوروبية العام الماضي أقل بنسبة 19 في المئة مقارنة بذروتها التاريخية عام 2007.
ووفق الدراسة، فإن أكبر أســـواق النمو في أوروبا هي تركيا، التي شهدت ارتفاعاً تجاوز 25 في المئة مقارنة بها في 2007، تبعتها روسيا بنمو يتراوح بين 10 و15 في المئة.
لكن الدراسة تشير إلى أن روسيا تتسم بالتذبذب أيضاً وبالتالي فإن النمو المستمر الذي تشهده قد لا يكون مستداماً.
وحتى عام 2020، تتوقع «أليكس بارتنرز» أن تبقى مبيعات السيارات الأوروبية الصغيرة، مســـتقرة ضمن نطاق 18 إلى 19 مليون وحدة، نظراً الى وجود مشاكل اقتصادية ما زالت عالقة في منطقة اليورو.
وفي حين أنخفض إجمالي عدد مصانع السيارات بمقدار 10 مصانع في الولايات المتحدة منذ عام 2007، إلا أن صافي عدد المصانع في أوروبا ازداد بواقع مصنع واحد. ووفقاً للدراسة، فإن معظم مصانع السيارات الأوروبية غير المستغلة توجد في إيطاليا وإسبانيا وروسيا.