Site icon IMLebanon

تجدّد النقاش اللبناني عن الشفافية المالية للبث التلفزيوني

al-hayat

رانيا برّو

مع الضجة التي رافقت البث التلفزيوني لمونديال البرازيل 2014، عادت إلى الواجهة مسألة التطوّر التقني لشبكات البث الوطني في لبنان. زاد في حدّة النقاش أن بث المونديال الكروي ترافق مع انتقال التلفزيون الرسمي «تي آل» إلى البث التلفزيوني الرقمي، بل قرب إسدال الستارة نهائياً عن البث التماثلي («آنالوغ» Analogue) التقليدي في لبنان.
ورأت بعض وسائل الإعلام أن الشفافية غابت عن أرقام حصول تلفزيون «تي آل» على الحق ببث مباريات المونديال، من قناة «بي آن سبورت» BeIn Sport التي تملك الحق الحصري لذلك البث في المنطقة. في السياق عينه، ثمة هواجس لبنانيّة عن غياب الشفافية ماليّاً عن عملية الانتقال إلى البث الرقمي في أقنية التلفزة اللبنانيّة.

قبل سنة… بعد سنة

بالعودة إلى سياق الأحداث التي رافقت الانتقال إلى الرقمي، من المفيد تذكّر أن أعمال «اللجنة الوطنية اللبنانية للانتقال إلى البثّ التلفزيوني الرقمي» انطلقت فعليّاً في حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وحينها، استعرض رئيس المجلس الوطني للإعلام منافع الانتقال إلى الرقمي، خصوصاً لجهة تحسين جودة البثّ المتلفز ونوعيتها، وإنعاش تلفزيون لبنان الرسمي وتطويره، والتمهيد لتأســـيس مدينة إعلاميّة في لبنان يمكنها أن تجعل منه عـــاصمة للإعلام العربي (على رغم تأخـــّره الكبير في مواكبة تقنيات الإعلام في المنطقة)، فضلاً عن تأمينها أموالاً كبيرة.
على رغم أن معظم متابعي الشأن التقني يرون أن عمليّة الانتقال من البث التماثلي إلى الرقمي حتمية، لكن ذلك لا يمنعهم من الإشارة إلى أنها تكبّد المعنيين تكاليف إضافيّة، ليس معلوماً بعد كيف سيجري توزيعها.
من الناحية التقنيّة، جرى وضع المعايير للبثّ الرقمي الأرضي. وتبيّن أنها معايير تعتمد الجيل الثاني للبث الرقمي الأرضي المعروف باسم «دي في بي- تي2» DVB-T2، وهو المصطلح الذي يختصر تعبير Digital Video Broadcasting- Terrestrial 2، ومعناه حرفيّاً «بث الفيديو الرقمي- الجيل الثاني للأرضي».
وبالنسبة إلى معايير معالجة إشارة البث، جرى اعتماد معيار ضغط البيانات الرقمية المرئية- المسموعة من نوع «أمبيغ-4» MPEG-4.
وحاضراً، يجري التنسيق مع «الاتحاد الدولي للاتصالات» ومجموعة من الدول المجاورة، لتسجيل التردّدات وخصائص البثّ الرقمي في مراكز البثّ المتخصّصة في لبنان. وكذلك تعمل الهيئة المنظمة للاتصالات على تأمين حاجات اللجنة الوطنية للبث الرقمي، ودراسة إمكان زيادة عدد التردّدات في لبنان، ما يفتح الباب أمام تقديم خدمات إضافية عبر البث الرقمي الأرضي.
ولأن المواطن في الزمن المعاصر باتت مشدوداً إلى الأبعاد الرقمية في حياته اليومية، وهو أيضاً المستهدف الأساسي من تطوير خدمات البثّ التلفزيوني، فالأرجح أن يرتب الانتقال إلى البث الرقمي أعباء عليه، في مقابل ما يحصل عليه من حقوق.
إذ يتوجب على المواطن تبديل جهازه التلفزيوني ليتمكن من استقبال البثّ التلفزيوني الرقمي، وربما ترتب عليه أيضاً أن يحصل على جهاز لفكّ الشيفرة الرقمية. في المقابل، من المستطاع أن يشتري المواطن تلفزيوناً رقمياً يتضمن وحدة موالفة رقمية «ديجيتال تيونر» digital tuner.
في ذلك السياق، أوضح مسؤول في اللجنة الوطنية اللبنانية للانتقال إلى البثّ التلفزيوني الرقمي» أن اللجنة وضعت المعايير والمواصفات التقنية لأجهزة الاستقبال، كما صاغت إرشادات للمستوردين وللمواطنين.
وبيّن المسؤول عينه أن اللجنة أوصت بإنشاء جهاز يتولى معالجة المشاكل التي يمكن أن يواجهها المواطن، مع إرشاده إلى سبل حلّها. كذلك حضّرت اللجنة عدداً من مشاريع القرارات والمراسيم، تلحظ إقرار بعض التسهيلات والإعفاءات الجمركية على استيراد أجهزة الاستقبال.
وتلحظ الخطة عينها أيضاً تأمين الدعم لطبقات معينة في المجتمع، عبر تأمين أجهزة استقبال بأسعار مدعومة، مع مراعاة وضعها في يد من يستحقها.