بولا أسطيح
يعيش لبنان أسوأ أزمة جفاف في تاريخه، زادت من حدتها أزمة النزوح السوري المتفاقم، وضغط اللاجئين الذي يقارب عددهم ثلث سكان لبنان على بنيته التحتية، في حين أحلام الصيف اللبناني الواعد تتلاشى تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والحياتية من جهة، وموجة التفجيرات والتهديدات الأمنية من جهة أخرى.
وأدى تراجع كمية الأمطار والثلوج المتساقطة في لبنان هذا العام إلى تفاقم الأزمة التي اعتاد اللبنانيون أن يتعاملوا معها في وقت سابق بشراء المياه من السوق السوداء، غير أن أسعار هذه السوق ارتفعت إلى نحو 33 في المائة مع بداية الصيف، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع بمرور الأيام وزيادة حدة الأزمة.
وتقول مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية إن كمية المتساقطات هذا العام بلغت 181 ملليمترا، بينما كانت في السنة الماضية 650 ملليمترا، وهي النسبة الأقل منذ بدء تسجيل معدلات الأمطار في عام 1962 في لبنان.
مواضيع ذات صلة
لبنان يصارع أزماته: صيف 2014 بلا رئيس ومياه وكهرباء وسياح.. ومليونا لاجئ سوري
ويرى مستشار شؤون التخطيط في وزارة الصحة اللبنانية بهيج عربيد، أن «لبنان ليس على أبواب انفجار، بل في قلب الانفجار»، لافتا إلى أن «الأمور خرجت من أيدي المعنيين والحكومة اللبنانية التي تشكلت على أساس أن تشرف على إجراء الانتخابات الرئاسية، فإذا بكل أزمات البلد المتراكمة تحل عليها دفعة واحدة، وهي غير قادرة على التعاطي مع أي منها».
وقال عربيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن لبنان «يدفع حاليا ثمن ضعف نظامه السياسي وعدم قدرة الحكام فيه على الحسم، مما يؤدي لتفاقم الأزمات»، واصفا الوضع العام اللبناني بـ«الخيالي، وهو يعود إلى قدرة اللبنانيين على التحمل والتكيف مع الأزمات»، مؤكدا أنه لو حصل ما يحدث في لبنان في أي بلد آخر في العالم «لكان انهار كليا».