وفق مصادر نيابية يتريث رئيس المجلس النيابي نبيه بري في إطلاق جولة جديدة من المشاورات مع رؤساء الكتل النيابية، لأن الأجواء السياسية غير مريحة ولا تسمح بالقيام بهذه الخطوة لئلا يصطدم بحائط مسدود.
وتؤكد المصادر لصحيفة “الحياة” ان المشكلة تعود الى أن الفريقين المتنازعين لم ينتقلا من المربع الأول الى المربع الأكثر مساحة ليلتقيا على مرشح تسوية بدلاً من ان يتعامل كل منهما مع الاستحقاق الرئاسي على أنه مناسبة للمجيء برئيس تكون كفته راجحة لمصلحة أحدهما.
ولفتت المصادر الى أن بري اتهم بأنه مارس ضغطاً لمنع انعقاد المجلس الدستوري للنظر في الطعن المقدم من “تكتل التغيير والإصلاح” في دستورية التمديد للبرلمان، وهو لن يحمل هذه المرة على عاتقه قرار التمديد ويدور فيه على الكتل النيابية.
وترى المصادر ان بري يصر على رمي التمديد في وجه الكتل النيابية مع أنه مع إجراء الانتخابات في موعدها لأن لا مشكلة في تحالفه مع “حزب الله” وان نتائجها محسومة سلفاً ومن لديه مشكلة فليتحمل وزر التمديد.
وتستغرب المصادر ما تردد أخيراً من أن بري سيطلب في مبادرته التي سيطلقها من المرشحين الأربعة (الرئيس أمين الجميل، العماد ميشال عون، سمير جعجع وسليمان فرنجية) العزوف عن الترشح إفساحاً في المجال أمام التفاهم على مرشح تسوية، وقالت انه ليس في هذا الوارد، لأنه لا يريد الدخول في صدام مع أحد، ولأن من حق أي ماروني الترشح.
وأشارت المصادر ان بري لا يركض وراء شراء مشكلة مجانية مع عون، لا سيما انه لم يسبق له أن أعلن عن مرشحه وهذا ما أثار حساسية عون في ضوء الترويج لتوافق بري مع رئيس “جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط على توحيد موقفيهما من معركة الرئاسة في ظل موقف الأخير الذي لا يؤيد عون ولا جعجع.