أظهرت بيانات وأرقام نشرتها وسائل الإعلام العبريّة خلال اليومين الماضيين أنّ التكاليف المالية المرتفعة للعدوان الإسرائيليّ المتواصل على قطاع غزة، والتي ترافقت مع هبوط حاد أصاب بورصة تل أبيب التي هبطت مؤشراتها، مسّت بمختلف القطاعات الاقتصادية فيها بنسبة تتجاوز 2,5 بالمائة. ولفتت وسائل الإعلام إلى أنّ تكلفة كلّ طلعة جوية لطائرة F16 لمدة ساعة واحدة تتجاوز 27 ألف دولار، في حين يتجاوز متوسط تكلفة تحليق مروحية للمدة نفسها 12 ألف دولار، دون احتساب تكلفة الصواريخ أو الذخيرة العسكريّة التي تحملها كل منهما.
وفيما يتعلق بعدد القذائف الصاروخية التي أطلقتها القبة الحديديّة لصدّ صواريخ المقاومة الفلسطينيّة، فقد بلغ عددها نحو 280 قذيفة، تبلغ كلفة الواحدة منها قرابة 95 ألف دولار، نجحت في صدّ 88 قذيفة تمّ إطلاقها من قطاع غزّة باتجاه عمق الدولة العبريّة.
ونجح أكثر من 100 صاروخ أطلقته المقاومة في اختراق القبة الحديدية حسب أرقام نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما أثار تساؤلات لدى الإسرائيليين في نجاعة هذه الشبكة التي كلفت مليارات الشواقل من خزينة الدولة العبريّة، ولكن من الناحية الأخرى، فإنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة تقوم بتمويل قسم كبير من تكاليف استخدام القبّة الحديديّة.
وقال صحيفة (كالكاليست) الاقتصاديّة، التابعة لصحيفة (يديعوت أحرونوت) قالت تبلغ تكلفة كل قذيفة موجهة (GPS) حوالي 7500 دولار، حيث قصف سلاح الجو الإسرائيليّ حوالي 260 موقعًا في القطاع حتى نهاية يوم أمس بمثل هذه القذائف، ليصبح مجموع تكلفة القذائف حوالي مليون وـ400 ألف دولار أمريكي. يُشار في هذا السياق إلى أنّ كلّ يوم قتال خلال العدوان الإسرائيليّ المتواصل على القطاع عام 2009 بلغ نحو 37 مليون دولار، في حين كانت تكلفة مجمل العدوان الذي استمر 23 يوم قرابة 850 مليون دولار. وكان الكنيست الإسرائيليّ أقرّ في وقت سابق من العام 2012 زيادة في ميزانية الجيش عن الحد الأعلى للميزانية السنويّة، ليبلغ حجمها حوالي 16 مليار دولار أمريكي، بعد أنْ وجد أن القبة الحديدية تشكل إنفاقًا متزايدًا في مواجهة صواريخ المقاومة.
في السياق ذاته، قال موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت إنّ الضرر للممتلكات الذي يُسببه العدوان على غزّة في جنوب الدولة العبريّة يصل إلى 10 مليون شيكل، كما أنّ استدعاء 40 ألف جنديّ للاحتياط سيُكلّف خزينة دولة الاحتلال ما يُعادل 600 شيكل للجنديّ في اليوم الواحد، أمّا في ما يتعلّق بالقبّة الحديديّة وتفعيل طائرات سلاح الجو وسفن سلاح البحريّة، فإنّ المبلغ، وفق تقديرات الاختصاصيين في مجال الاقتصاد، فيصل إلى مئات ملايين الشواقل في اليوم الواحد، ولفت الموقع العبريّ أيضًا إلى أنّ المؤشرات في البورصة الإسرائيليّة في تل أبيب سجلّت انخفاضًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الموقع، أنّه بسبب مواصلة إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة باتجاه العمق الإسرائيليّ، فإنّ المصانع توقّفت عن العمل خشية تعرّض العمّال للإصابة، الأمر الذي سيُلحق أضرارًا بالغةً في الاقتصاد الإسرائيليّ.
أمّا تكلفة اليوم الواحد من القتال، فقال الموقع، إنّه يصل إلى مبلغ مئات ملايين الشواقل. ولفت الموقع إلى أنّ حرب لبنان الثانية كلّفت خزينة الدولة 350 مليون شيكل يوميًا، في ما وصلت التكلفة النهائيّة للحرب العدوانيّة التي شنّتها الدولة العبريّة 11.2 مليار شيكل.