حذرت دراسة عن “واقع الشباب المتأثر بالأزمة السورية في لبنان”، من ان عوامل عدة مثل الانفصال عن الشبكات الاجتماعية بما في ذلك الأسرة، والتوقف عن التعلّم، وفقدان مصادر الرزق، وعدم الحصول على الخدمات الصحية، والتكيّف بالبيئة المضيفة، قد تؤدي إلى تعزيز سلوكيات خطرة لدى الشباب السوري.
تفاصيل هذه الدراسة وردت خلال لقاء نظمه مسؤولو الأمم المتحدة، وممثلون عن الحكومة والبعثات الديبلوماسية والمجتمع المدني، لمناسبة “اليوم العالمي للسكان” (11 تموز)، في فندق “فينيسيا”.
ووفق الدراسة التي أعدت عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع منظمتي “اليونيسف” و”الأونيسكو” والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وجمعية انقاذ الطفل الدولية، فإن نحو 16% من عدد اللاجئين السوريين – الذين بلغ عددهم في حلول حزيران 2014 ما يقارب 1,070,802 شخص – هم من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما.
وأشار المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، روس ماونتن، إلى أن “الدراسة تعتبر تقريراً مهما ومستنداً مبنياً على الأدلة”، لافتاً إلى أنه “منذ بداية الأزمة في لبنان، لم تتم تلبية حاجات اللاجئين الشباب بطريقة شاملة، والسبب هو ندرة البيانات. أما اليوم، فنشر نتائج هذه الدراسة من شأنه دعم وتطوير البرامج”.
وأشار الى ان “مشاعر الخوف والحزن والغضب والملل والإحباط والأسر تظهر لدى الشباب وتؤثر في حالتهم النفسية والاجتماعية، ويجبرهم الوضع البيئي، العائلي والاقتصادي على القيام بدور الكبار قبل أوانهم، ما يؤدي بهم إلى الانحراف وارتكاب الأنشطة الإجرامية وإقامة العلاقات الجنسية غير الآمنة وتعاطي المخدرات وغيرها من أشكال السلوكيات الخطرة”. كذلك، تنتشر حالات التحرش، الاستغلال الجنسي، وسوء المعاملة على نطاق واسع، بحيث تقول إحدى الشابات السوريات اللاجئات، التي تعمل في قطاع الزراعة في البقاع، أنها “اذا لم تنفذ الطلبات غير الملائمة، قد لا يُسمح لها بفترة استراحة أو بشرب الماء لأكثر من 15 ساعة أحيانا”.
وأكد ضرورة “تكثيف وتنسيق الجهود لمساعدة الشباب السوري للحصول على الفرص الأساسية واكتساب المهارات واللغات المطلوبة، وإنشاء علاقات جديدة مبنية على الاحترام والتعاطف، والمشاركة الفعالة ليصبحوا وكلاء التغيير الإيجابي”.
وأشارت الدراسة إلى أنه في حين أعرب 72% من الشباب اللاجئين عن ارتياحهم النسبي للمنطقة التي يقيمون فيها بلبنان، فمعدل 8 أشخاص يتقاسمون مساحة معيشية واحدة. ويتشاطر الشباب غرف النوم مع 4 أشخاص، أو حتى 6، مما يجعل 22% منهم ينامون في غرف، مع أشخاص بالغين، من غير الأقرباء ومن الجنس الآخر.
وبينت الدراسة أن 55% من الشباب قد ذكروا عدم معرفتهم بوسائل منع الحمل و46% من المتزوجين أعربوا عن نيتهم إنجاب الأطفال، خصوصاً الأصغر سناً إذ أن 78% منهم يخططون لحصول ذلك في الوقت الحالي.
على المستوى التعليمي، ثمة 6% فقط من الشباب الذين شملتهم الدراسة ينتسبون إلى التعليم الرسمي، لذا نجد أنّ ربع الشباب يبحثون عن عمل ومتى وجدوه تعرضوا لاستغلال شديد وحصلوا على تعويض شهري أقل بنسبة 44% من الحد الأدنى للأجور.
اضافة الى ذلك، أصبحت العلاقة بين المجتمعين المضيف واللاجئ أكثر تعقيداً، إذ شعر اللبناني بأنه مهدد من السوري بسبب المنافسة على فرص العمل والمساعدات، وضغط اللاجئين على البنية التحتية.