ميسي على بعد خطوة لينضمّ إلى نادي العظماء إلى جانب بيليه وبيكينباور ومارادونا
ولمن سيبتسم ملعب الماراكانا؟ هل يبتسم لألمانيا أم للأرجنتين؟
تقرير خالد مجاعص:
يخوض منتخب ألمانيا الليلة مباراته النهائيّة الثامنة في بطولات كأس العالم، هذا الدور الذي يشكّل دائماً خيبة لهم، إذ أنّ ألمانيا لم تخرج فائزة سوى ثلاث مرّات. واللافت أن ألمانيا لم تفز سوى مرّة واحدة في آخر أربع مبارايات نهائيّة خاضتها في كأس العالم، حيث خسرت نهائيّ كأس العالم 1982 أمام إيطاليا، ونهائيّ كأس العالم 1986 أمام الأرجنتين، وفازت في نهائيّ 1990 أمام الأرجنتين، وخسرت نهائيّ 2002 أمام البرازيل.
وكان المنتخب الألمانيّ وصل إلى نهائيّ كأس العالم في أعوام 1954،1966،1974،1982،1986،1990،2002 و 2014.
ويخوض المنتخب الأرجنتينيّ مباراته النهائيّة الخامسة، فهو فاز في لقبي عامي 1978 و1986 على ألمانيا الغربيّة آنذاك بنتيجة 3-2 قبل أن يسقط أمامها أيضاً بنتيجة 0-1 في عام 1990.
بالتالي، تفوح الليلة من نهائيّ كأس العالم رائحة الثأر من الجانبين، حيث سيكسر عامل التعادل. فأحدهما سيتقدّم الليلة على الأخر بنتيجة 2-1. فلمن سيكتب الإنتصار؟ ومن سيرفع كأس العالم: ميسي أم فيليب لام؟
فالأرقام القياسيّة ستتهاوى الليلة تباعاً حتّى قبل انطلاق هذا النهائيّ. فألمانيا والأرجنتين سيسجّل لهما أنّهما أوّل دولتين تتواجهان في نهائيّ كأس العالم ثلاث مرّات. ويسجّل لهما أيضاً أنّها المرّة العاشرة التي يلتقي في نهائي كأس العالم منتخبان من أوروبّا والقارّة الأميركيّة. ومواجهتهما ستكون السابعة بينهما في بطولات كأس العالم، حيث أنّ الأرقام هنا تصّب في مصلحة ألمانيا التي فازت ثلاث مرّات، خسرت مرّة واحدة وتعادلت ثلاث مرّات. وهذه هي المرّة الثالثة في تاريخ البطولة التي يلتقي فيها منتخبان للمرة السابعة. فقد سبقتهما البرازيل والسويد، وألمانيا ويوغسلافيا (صربيا الحاليّة). كما أنّ أكبر خسارة تلقّاها منتخب التانغو كان أمام ألمانيا بنتيجة 0-4 في عام 1990 في مونديال الولايات المتّحدة الأميركيّة.
وإذا كانت أرقام مواجهاتهما تصبّ في كأس العالم لمصلحة ألمانيا، إلاّ أنّ مواجهتهما في كلّ المناسبات تصبّ بالمقابل في مصلحة الأرجنتين، إذ أنّهما تواجها عشرين مرّة خرجت الأرجنتين فائزة تسع مرّات وتعادلت ستّ مرّات، وخسرت خمس مرّات. كما أنّ الأرجنتين هي المنتخب الوحيد الذي فاز في كلّ مبارياته في البطولة، بينما خرجت ألمانيا متعادلة في لقائها مع نيجيريا.
ومن القراءات المهمّة لألمانيا في كأس العالم، أنّها لم تخسر سوى مرّة واحدة في تاريخها عند تسجيلها هدف السبق، وذلك كان أمام بلغاريا في الدور ربع النهائيّ في كأس العالم في عام 1994.
من ناحية اللاعبين، فإنّ ميروسلاف كلوزه يحمل الرقم القياسيّ كأفضل هدّاف في العالم بتسجيله 16 هدفاً في مشواره الطويل في نهائيّات كأس العالم، وهو اللاعب الأقدم في هذا المونديال، إذ أنّه شارك في نهائيّات كأس العالم في عام 2002 مع منتخب بلاده ليكون قد شارك في آخر أربع نسخات من البطولة (2002،2006،2010 و2014).
من ناحية الأرجنتين، التانغو هي ليونيل ميسي، فالنجم الأرجنتيني كما العالم أجمع، يدرك تماماً أنّ ليونيل ميسي في حال قاد اليوم منتخب بلاده إلى إحراز بطولة كأس العالم، سيدخل تاريخ اللعبة من بابه العريض، وسينضمّ إلى الثنائيّ بيليه ومارادونا عمالقة اللعبة على مدار التاريخ. حصل ليونيل ميسي على جائزة اللاعب الأفضل “الكرة الذهبيّة” أربع مرّات، وهو رقم غير مسبوق. فهو فاز في أيّ نهائيّ خاضه مع برشلونة وقاده إلى كلّ القاب كرة القدم على صعيد الأندية، وصنع كلّ ما هو ممكن مع الفريق الكاتالونيّ، وبقي عليه أن يحرز مع الأرجنتين كأس العالم، وهذا ما يدركه تماماً لينضّم إلى بيليه وماردونا، من دون انتقادات وبإجماع المراقبين.
يبقى أنّه سيكون من الصعب ترجيح كفّة أحد الفريقين على الآخر، و لو أنّ البعض يعطي أفضليّة بسيطة للمانشافت، وذلك بسبب آدائه القويّ والتاريخيّ أمام البرازيل، باكتساحه منتخب السامبا 7-1.
من ناحية التشكيلات، سيكون من المؤكّد غياب عنصر المفاجآت في التشكيلة الألمانيّة، فالمدرّب يواكيم لاف سيعتمد على خطّته الكلاسيكيّة 4-2-3-1 مع نيوير في حراسة المرمى، فيليب لام، بواتينغ، هاميلز وهاوودز في خطّ الدفاع، شفاينستايغر وخضيرة في الوسط الدفاعيّ والثلاثيّ مولر، كرووس وأوزيل في خطّ الوسط المتقدّم وميروسلاف كلوزه قلب الهجوم.
من ناحية الأرجنتين، سيبقى الترقّب سيّد الموقف مع عدم إمكان التكهّن حول مشاركة أنخيل دي ماريا كلاعب أساسيّ أو كلاعب بديل، إذ أنّ اللاعب الأرجنتيني شارك في الحصّة التدريبيّة الأخيرة للأرجنتين وفي شكل كامل.
تقديرنا هو أنّ الفريق الأرجنتينيّ قد يخوض المباراة بطريقة 4-4-2 مع روميرو في حراسة المرمى، زاباليتا، دوميكاليس، غاراي وروخو في الدفاع، بيريز أو دي ماريا، ماسكيرانو، لوكاس بيغليا ولافيزي في خطّ الوسط والثنائيّ ليونيل ميسي وغونزالو هيغواين في خطّ الهجوم.