تقرير خالد مجاعص
بعد شهر و يوم كامل من الانتظار والتّرقب، خرجت المانيا منتصرة ، فخسرت الارجنتين وأُذّلت البرازيل وأعادت اسبانيا لقبا لم تستحق الدفاع عنه وبقي على هولندا القوية انتظار فرصة جديدة .
بهذه العبارة يمكننا تلخيص مونديال البرازيل ، النسخة العشرين من بطولة كأس العالم . فهذه العبارة كافية لوحدها من تلخيص شهر كامل من مونديال البرازيل ، مونديال شغل لبنان ومعه العالم،فانتهىت أحداثه في ملعب تاريخي هو الماراكانا في الريو دي جينيرو، فشهد الماراكانا على تتويج المانيا ملكة على كرة القدم لاعوام اربعة تماما كما شهد ايضا على كسوف وطن كرة القدم ، بلد السامبا الذي عاد الى مستوى الأرض بحيث سيكون عليه انتظار اربعة سنوات أخرى لمحاولة أعادة أعتباره في اللعبة التي ربطت اسمها بعلمها وشعبها .
فقد أحرز منتخب ألمانيا كأس العالم بفوزه في المباراة النهائية على الارجنتين بنتيجة 1-0 بمباراة انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي 0-0 , فكان على جمهورها كما العالم انتظار الدقيقة ال115 من الوقت الأضافي الثاني ليترجم المهاجم البديل ماريو غوتزيه تمريرة البديل الأخر شورليه ليسجل هدف المباراة الوحيد في شباك روميرو فيهدي منتخب المانشافت انتصار تاريخي عبر أحراز المانيا لقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه و ذلك في مباراته النهائيّة الثامنة، بعدما كان المنتخب الألمانيّ وصل إلى نهائيّ كأس العالم في أعوام 1954،66،74،82،86،90،2002 و 2014.
و بهذا الفوز انهارت الأرقام القياسية تباعا، بحيث يكون المنتخب الالماني قد جدد فوزه على الارجنتين في نهائي كأس العالم بنفس نتيجة نهائي كأس العالم في ايطاليا عام 1990عندما فازت المانيا على الأرجنتين 1-0 ايضاً. كما ان المانيا بفوزها على الأرجنتين في البرازيل تكون قد دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية عبر كونها اول دولة أوروبية تحرز لقب كأس العالم في القارة الامريكية . واخيرا وليس آخرا، انها المرة الثالثة على التوالي التي يشهد فيها نهائي كأس العالم اشواط اضافية، كما انها المرة الثالثة على التوالي التي يحرز فيها منتخب اوروبي لقب كاس العالم، وهذا بدوره يعتبر رقم غير مسبوق . فبهذا الفوز تكون القارة الأوروبية تتقدم القارة الأمريكية (الجنوبية طبعا)بعدد الألقاب مع 11 لقبا لأوروبا مقابل 9 للأمريكيين.
وبفوزها ايضا، تكون المانيا قد تعادلت مع ايطاليا بأحرازها اللقب اربع مرات لتكون على بعد لقب من البرازيل صاحبة الرقم القياسي بعدد المرات مع خمسة القاب.
و على رغم ان الفرص الأخطر في المباراة النهائية كانت لمصلحة الأرجنتين ، الآ ان المانيا استحقت أكثر الفوز باللقب عبر سيطرتها على الاستحواذ على الكرة ، و عبر تمتعها طوال البطولة بطابع هجومي ظهر واضحا بفوزها على البرتغال 4-0 وعبر أكتساحها البرازيل 7-1 بالاضافة لفوزها على الفرق الأبرز في البطولة تباعا كالبرتغال ، فرنسا ، البرازيل و الأرجنتين .
من ناحيته وعلى رغم لمساته السحرية مع منتخب التانغو ، الآ أن ليونيل ميسي لم يتمكن من التسجيل ولا التمرير سوى مرّات نادرة، بحيث سيتوجب على ميسي انتظار فرصته الأخيرة في مونديال روسيا في العام 2018 بحيث يكون قد تجاوز الثلاثين عاما فيكون عليه المحاولة من الاستفادة من فرصته الاخيرة لأحراز لقب كأس العالم التي يمُثل بوابة العبور الوحيدة له الى نادي عظماء اللعبة فيكون آنذاك قد فرض نفسه لاعبًا بمستوى نجمي اللعبة دييغو ارماندو مارادونا و بيليه.
و في أبرز ردود الفعل بعد المباراة أعتبر مدرب الارجنتين “سابيلا” أنه فخور جدا بجميع لاعبيه لأنهم كانوا أشبه بالمحاربين الذين استبسلوا للفوز الا ان كرة القدم تحمل بطياتها ما يخباه القدر فكان القدر الى جانب المانيا ففازت . أما بالنسبة لأداء ميسي فقد أعتبر سابيلا ان ميسي هو لاعب رائع و دعا الشعب الأرجنتيني لأستقبال لاعبيه في العاصمة الأرجنتينية عند عودتهم استقبال الأبطال وانهى قائلا انه من المبكر ان يقرر بقاءه من عدمه مع المنتخب الأرجنتيني .
من ناحيته صفّق الصحافيين بحرارة للمدرب الألماني “يواكيم لاف” عند دخوله المؤتمر الصحافي بعد المباراة و ذلك لاداءه التكتيكي الرائع و حسن أختياره تبديله اللاعبين عبر ادخاله من مقاعد الاحتياط كل من شورلي و ماريو غوتزي، فكان الاول يهدي الثاني اصابة الفوز الوحيدة في المباراة.
ومؤتمره الصحافي، أهدى يواكيم لاف الفوز لمواطنه مدرب الولايات المتحدة يورغان كلينسمان غبر قوله ان ما بدأه كلينسمان مع المانيا في ال2006 أنهاه اليوم مع مجموعة نفسها من اللاعبين هم: ميروسلاف كلوزه ، فيليب لام ،شفانستايغر، بودولسكي و ميرتيساكر . ففوز المانيا في كأس العالم في البرازيل اعتبره لوف هو مكافأة لعمل دؤوب عمره عشر سنوات .وأكد يواكيم لاف بأنه يشعر بالفخر بفوز المانيا بكأس العالم في القارة الامريكية وأعطى موعد للجمهور الالماني اليوم الاثنين للأحتفال في العاصمة برلين مع اللاعبين والجهاز الفني .
