Site icon IMLebanon

من يمثّل “المستقبل”: المشنوق أم ريفي؟؟؟ (بقلم رولا حداد)

ketlat-moustakbal

يجمع جمهور تيار المستقبل على أن “التيار الأزرق” لم يعد بخير منذ مغادرة رئيسه الشيخ سعد الحريري لبنان في العام 2011 بموجب “وان واي تيكيت” قطعها له “حزب الله” وتولّى الإعلان عنها مفاخراً العماد ميشال عون.

وتجمع الأكثرية الصامتة وغير الصامتة في تيار المستقبل على أن “التيّار” في وضع تراجع شعبي منذ 3 أعوام وحتى اليوم في ظل عجز على مستويات عدة، وأبرزها: غياب الرئيس سعد الحريري عن التواصل المباشر مع جمهوره، تراجع الإمكانات المادية والخدماتية للمستقبل على مساحة لبنان ككل، خروجه لفترة طويلة من السلطة قبل أن يعود إليها ليشارك “حزب الله” بطريقة لم تقنع جمهوره إضافة الى التراجع في خطابه، وليس أقل دليلا ما يذكره اللبنانيين من الجملة الشهيرة أن “ما بعد استشهاد محمد شطح ليس كما قبله”!

لكن كل ما تقدّم لا يعني أن ثمة من تمكّن من إجراء “حصر إرث” سياسي لتيار المستقبل أو تمكن من الحلول محله على الإطلاق. بل إن جلّ ما في الأمر اعتراض شعبي عارم على أداء لم يعد مقنعاً في الكثير من المفاصل السياسية.

ولعلّ الأبرز اليوم أن الجمهور الأزرق يجد نفسه واقعاً بين أداءين يمثلهما بشكل فاقع كل من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي.

أداء المشنوق الذي انقلب بنظر الجمهور الأزرق، وحتى بنظر عدد كبير من مسؤولي التيار، من صقر من صقور 14 آذار الى رمز من رموز 8 آذار، فيدعو الحاج وفيق صفا الى اجتماع القيادات الأمنية الرسمية في وزارة الداخلية ويزور الضاحية برفقته، وينال “تنويهاً” من النائب عاصم قانصوه ويفتح خطوطاً لا تنتهي مع العماد ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل، أضف ذلك الى أداء ترتسم حوله علامات استفهام كثيرة في وزارة الداخلية على أكثر من مستوى.

وهذا الأداء جعل الأصوات المستقبلية المعترضة تخرج الى الإعلام كمثل صوت عضو المكتب السياسي في “المستقبل” المحامي حسّان الرفاعي وأحد أقرب المقرّبين الى الرئيس الحريري الزميل فارس خشّان وغيرهما كثر جداً.

في المقابل ثمة أداء يمثله اللواء أشرف ريفي الثابت كالرمح، يقول كلمة الحق في وجه “حزب الله” ولا يوفر مناسبة إلا ويدعوه فيها الى الانسحاب من سوريا. يتحفظ على فقرات من البيان الوزاري، يصرّ على أن طرابلس لم تركع للنظام الأسدي وانها لن تركع للنظام الإيراني، يحرّك في وزارة العدل ملفات كثيرة تزعج “حزب الله” من دون أن يقبل بأي مساومة، مثل ملف جوزف صادر وملف هاشم السلمان ويتابع كل الملفات المتصلة بالمحكمة الدولية. وهذا الأداء لريفي كان الحريري أظهر حرصاً عليه من خلال الإصرار على توزيره رغم كل محاولات وضع الفيتو من “حزب الله” على اسمه وفي المقابل كان ريفي حريصاً على تأكيد ارتباطه العميق بمرجعية الحريري. واليوم لا يزال يشكل مثل هذا الأداء خشبة خلاص شعبية لتيار المستقبل الذي يعاني الأمرين في ظل معادلات إقليمية بالغة التعقيد.

لذلك فإن جمهور تيار المستقبل يجد أمامه واقعا بين الأداءين المذكورين اللذين يُفترض بهما نظريا أن يمثلا سياسة تيار واحد، ويلاحظ الجمهور الأزرق أن الرئيس فؤاد السنيورة الذي يمثل عصباً أساسياً يبدو أقرب عملياً الى أداء ريفي، ولو أنه يحافظ على دبلوماسية أكثر. وهنا يُطرح سؤال محوري: هل هذان الأداءان يأتيان في إطار توزيع أدوار داخلي ضمن الصفوف الحريرية أم انهما يمثلان طرفي نقيض على الحريري أن يختار بينهما؟!

الثابتة الوحيدة هو أن الجمهور المستقبلي لن “يهضم” بدعة توزيع الأدوار في حال أصرّ أحد على التلطي خلفها…