ايلي قهوجي
اصرار البعض على توريط لبنان في القتال الدائر في غزة منذ اسبوع ونيف باطلاقه مجدداً ليل أول من أمس صواريخ من جنوبه في اتجاه شمال اسرائيل للمرة الرابعة منذ فجر الجمعة الماضي، وقت بات مستبعداً عقد جلسة لمجلس الوزراء وكذلك لمجلس النواب كهيئة تشريعية هذا الاسبوع الامر الذي قد ينسف جلسته كهيئة انتخابية الاربعاء المقبل لغياب التوافق بين المكونات السياسية في البلاد على ما ستفضي اليه هذه الجلسات من نتائج – كل ذلك ابقى الاجواء المخيمة على الاسواق المالية اللبنانية على حالها من الحذر والترقب مما حال حتى الآن دون اتخاذ مبادرات صريحة في اتجاه التوظيف في اصول لبنانية. وجاء اتساع نطاق المواجهات بين المسلحين على جانبي الحدود السورية – اللبنانية بقاعاً بالتزامن مع اعلان منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان روس ماونتين من نيويورك ان هذا البلد يواجه خطر التفتت كدولة ألقيت على عاتقها اعباء لا قدرة لها على تحملها… لينعكس سلباً على نشاط بورصة بيروت الذي ظل ضعيفاً اجمالاً اذ اقتصر على اسهم “سوليدير” التي شهدت تصحيحاً لاسعارها بعد الخسائر التي منيت بها أول من أمس، وبعض الصكوك المصرفية. ففي المجال الاول، تقلبت اسهم هذه الشركة بين أعلى على 12,59 دولاراً او ادنى على 12,36 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ12,37 دولاراً في مقابل 12,36 أول من أمس (زائد 0,08 في المئة) والفئة “ب” بـ12,51 دولاراً في مقابل 12,35 في الفترة عينها (زائد 1,29 في المئة). وفي المجال الثاني، استقرت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية على 1,60 دولار وأسهم “بنك عودة” المدرجة على 6,35 دولارات وأسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2009 على 101,00 دولار، وقت تراجعت أسعار أسهم “هولسيم” من 13,97 دولاراً الى 13,76 (ناقص 1,50 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء، كما ارتفعت أسعار شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” من 9,35 دولارات الى 9,36 (زائد 0,10 في المئة) في قطاع المصارف.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع تصحيحي مقداره 1,00 نقطة ونسبته 0,08 في المئة على 1195,29 نقطة، في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 81985 صكاً قيمتها 772096 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، تحول الاورو الى التراجع في أسواق القطع العالمية متأثراً سلباً بنتائد المسح الاحصائي الذي اجرته مؤسسة ZEW لقياس تطور مؤشر ثقة المستثمرين في المانيا والذي أظهر تراجعاً من 29,8 نقطة في حزيران الى 27,1 نقطة في تموز، وهو الادنى منذ كانون الاول 2012، عازية ذلك الى توخي المستثمرين في اكبر اقتصاد اوروبي الحذر ازاء العملة الموحدة بسبب مخاطر الشرق الاوسط والمخاوف من انكشاف “بنك اسبيريتو سانتو” البرتغالي على شركات متعثرة للعائلة التي اسسته والذي تربطه بها علاقات عمل وثيقة. الى ذلك، جاء صدور بيانات احصائية في الولايات المتحدة داعمة للدولار بدءاً بارتفاع مؤشر مصرف الاحتياط في نيويورك الذي يقيس تطور النشاط الصناعي فيها الـEmpire State من 19,3 نقطة في حزيران الى 25,60 في تموز وصولاً الى ارتفاع مبيعات المفرق فيها بنسبة 0,2 في المئة في حزيران الى 0ـ5 في المئة في ايار مروراً بتحسن أسعار الاستيراد بنسبة 0?1 في المئة فقط في حزيران في مقابل 0,3 في المئة في ايار وبارتفاع مخزون المصانع في ايار بنسبة 0,5 في المئة بما يوازي تقريباً مبيعاتها بنسبة 0,4 في المئة من هذا المخزون – جاء ذلك ليضغط على الاورو ايضا ويجعله يقفل في نيويورك بـ1,3565 دولار في مقابل 1?3620 أول من أمس متجاهلاً ما صرحت به رئيسة الاحتياط الفيديرالي جانيت يللين أمام لجنة الشؤون المالية التابعة لمجلس الشيوخ في الكونغرس مساء أمس واستبعدت فيه التوقف عن التحفيز الكمي للاقتصاد في المدى المتطور على رغم تحسن ارقام البطالة مع الامتناع عن رفع اسعار الفائدة على الدولار ما بقي معدل التضخم دون 1,75 في المئة المستهدف. وأدى ذلك الى استمرار تراجع أونصة الذهب الى 1295,25 دولاراً من 1306,75 وأونصة الفضة الى 20,73 دولاراً من 20,98 في الفترة عينها وكذلك اسعار الاسهم الاوروبية والاميركية التي تحولت الى التراجع نتيجة الشهادة التي ادلت بها يللين امام مجلس الشيوخ، فاقفلت بورصات منطقة الاورو بخسارة راوحت بين 1,33 في المئة في ميلانو و0,11 في المئة في بروكسيل مروراً بـ1,03 في المئة في باريس و0,65 في المئة في فرانكفورت من جهة، وفي بورصة ناسداك بما مقداره 24,030 نقطة على 4416,39 نقطة لتختصر وول ستريت مكاسبها بـ5,26 نقاط على 17060,68 نقطة من جهة اخرى