مايكل ماكينزي ونيكول بيلوك
المستثمرون في الأسهم الذين يواجهون تحديا بشأن الارتفاع القياسي في أسعار الأسهم والتقييمات المحلقة إلى طبقات الجو العليا، لديهم ورقة رابحة: الشركات الأمريكية تعتبر مربحة للغاية والاتجاه لديه قوة دافعة. أحدث فحص فصلي للشركات الأمريكية يأتي ومؤشر ستاندر آند بورز 500 يبلغ مستوى يقل قليلاً عن حاجز 2000 نقطة، بينما التقييمات في أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان. وأهمية نمو الأرباح على مدار عام 2014 تعتبر عاملا حاسماً، مع بلوغ الأداء الصاعد لمؤشر ستاندر آند بورز 500 عامه السادس.
هذا الأسبوع تصدر 57 شركة على مؤشر ستاندر آند بورز وسبع شركات من مؤشر داو جونز الصناعي أحدث أرقامها الفصلية. ويتوقع أن يقدم قطاع خدمات الاتصالات أعلى نسبة نمو أرباح من بين القطاعات الرئيسة لمؤشر ستاندر آند بورز، يتوقع أن يكون قطاع الشركات المالية هو الوحيد الذي سيسجل نتيجة سلبية.
وبعد نمو الأرباح على أساس سنوي بنسبة 2.1 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، يتوقع المحللون بحسب “فاكت ست”، أن تتوسع أرباح ستاندر آند بورز 500 بنسبة 4.6 في المائة في الربع الثاني، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
من هنا، ينتظر أن تزيد الأرباح عما كانت عليه سابقا، وترتفع بنسبة 10 في المائة في النصف الثاني من عام 2014 وذلك في وقت يتكسب فيه الاقتصاد زخماً، ما يعزز الأرباح الصافية للشركات الأمريكية.
مثل هذه النظرة تساعد على تفسير الأداء القوي للسوق حتى الآن هذا العام، الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر ستاندر آند بورز بنسبة 6.5 في المائة. لكن مع تداول المؤشر بمعدل 15.6 مرة ضعف الأرباح المقدرة خلال الـ 12 شهرا المقبلة، تعتبر السوق كما لو أنها عرضة للتصحيح في حال لم تتحقق توقعات المحللين الوردية.
ويقول جون باترز، المحلل في فاكت ست: “يمكن للمرء أن يجادل بأن المؤشر ربما يكون الآن مبالغا فيه”، لأن معدل السعر/الربح المستقبلي يتجاوز متوسط خمس وعشر سنوات البالغ 13.3 و13.8 ضعفاً، على التوالي.
ومن بين قطاعات ستاندر آند بورز الرئيسة، يجري تداول الأسهم الاستهلاكية التقديرية بمعدل سعر/ربح مستقبلي لـ 12 شهرا مقبلة يبلغ 18 ضعفاً، فيما يجري تداول أسهم المواد الغذائية الاستهلاكية بـ 17.8 ضعف. وقد تخلف كلاهما وراء مؤشر ستاندر آند بورز الواسع هذا العام.
ويقول جيف روتنجهوس، وهو مدير محفظة في شركة تي راو برايس: “تحركت السوق إلى الأعلى، لذلك نحن في مستويات التقييم اللائق قياسا إلى التاريخ. السوق تتوقع موسم أرباح جيدا. الاستثناء هو القطاع المالي. إذا كانت الأرباح أسوأ مما كان متوقعاً، فإن ذلك سيحرك السوق”.
ومستوى الشركات المالية الآن عند 13.3 ضعفاً، وهو أدنى توقعات السعر/الربح للمجموعات الرئيسة في ستاندر آند بورز، ومن المتوقع أن يشهد القطاع انخفاضا في الأرباح بنسبة 3.2 في المائة في الربع الثاني. ومن هنا تأتي أهمية الشركات الأمريكية التي تؤكد أنها يمكن أن تدفع الأرباح إلى الأعلى.
ويقول كارمين جريجولي، كبير المخططين الاستثماريين في ميزوهو للأوراق المالية: “التوجيه هو المفتاح، سيبحث المستثمرون عن رسالة واضحة من الإدارة”. ويضيف: “من المتوقع أن يتسارع النمو في الأرباح بالنسبة لبقية العام، مع اشتداد ساعد النمو الاقتصادي، حيث يعمل التحسن في الكفاءات التشغيلية على تحقيق هوامش أرباح أعلى”. ويتوقع جريجولي أن ترتفع أرباح ستاندر آند بورز 500 بنسبة 8-12 في المائة خلال النصف الثاني من العام.
وبعض الجهات، مثل بنك مورجان ستانلي، أقل ثقة في نمو الأرباح. ويتحدث البنك عما يسمى “الخفوت في آفاق نسبة الأرباح للسهم الواحد بنسبة 6 في المائة” خلال الـ 12 شهرا المقبلة.
وأحد الجوانب الرئيسة لموسم الأرباح يتمثل في تركيز الإدارة على التحكم في التكاليف وتقلبات العملة وتحسين كفاءة التشغيل، نظرا إلى نمو الإيرادات يبدو متخلفاً عن التوسع في أرباح الربع الثاني وخلال العام المقبل.
وتقول فاكت ست، إن المحللين يتوقعون نمو الإيرادات من 2.7 في المائة في الربع الثاني، و3.3 لجميع عام 2014. بالتالي يبحث المستثمرون عن أدلة على أن الشركات لديها نطاق لتوسيع الأرباح ومواصلة خفض التكاليف في مواجهة النمو المتواضع في الإيرادات. ويقول جريجولي: “هناك حملة مستمرة لتحسين الكفاءة من خلال استخدام التكنولوجيا من قبل الشركات”.
وتستمر الشركات، لا سيما في قطاع الأغذية، في التركيز على السيطرة على التكاليف.
ومع توقعات بتفوق نمو الأرباح على نمو الإيرادات في الربع الثاني وما وراءه، يقول باترز: إن الشركات تؤكد على “مبادرات خفض التكاليف للحفاظ على معدلات نمو الأرباح وهوامش الربح”. وفي الاتجاه نحو موسم الأرباح، أشاد كل من ماكورميك، وشركة كون أجرا للأغذية، وجنرال ميلز، ومطاعم والجرينز وداردن بانضباطهم فيما يخص التكاليف. وتتوقع جنرال ميلز أن تتجاوز وفورات التكاليف 400 مليون دولار في عام 2015، ما يساعد على تعويض تضخم في تكلفة المدخلات، يقدر بـ 3 في المائة للعام الجديد.
العوامل الأخرى التي يمكن أن تدفع الأرباح هي العملات، وذلك بالنظر إلى عدد الشركات الأمريكية التي لديها عمليات عالمية، وأيضا نتيجة لتحسن أقسامها في منطقة اليورو والأسواق الناشئة.
المجموعات مثل “نايك” أخبرت مساهميها أن الأرباح ستنمو على الرغم من تحركات العملات السلبية، في حين حذرت جنرال ميلز من انخفاض في صافي نمو المبيعات بسبب تحركات الصرف الأجنبي المعاكسة.