إيلي قهوجي
مع مواصلة البعض اطلاق صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه اسرائيل على رغم التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات اللبنانية بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” المنتشرة في تلك المنطقة واعتقال اثنين من مطلقيها أول من أمس، مضى المتعاملون في بورصة بيروت في التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربتهم الصكوك المالية المدرجة على لوائحها. كما كان لاستمرار الاوضاع الامنية المثيرة للقلق على الحدود اللبنانية – السورية المجاورة لجرود السلسلة الشرقية في البقاع تأثيره أيضاً في اذكاء مشاعر ا لخوف في مختلف الاوساط، وخصوصاً بعد اصطدام المساعي السياسية بالكثير من العقبات لعقد جلسات لمجلسي الوزراء والنواب لمعالجة أمور الناس وشؤون البلد بما لا يوقع عمل المؤسسات الحكومية والتشريعية في الفراغ المسيء الى مناخ الأعمال. وأدى ذلك امس ايضاً الى اقتصار حركة التداول في السوق على مساعي البعض لتزود سيولة بيعاً لكميات محدود من الصكوك العائدة الى محافظهم المالية كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات على جاري العادة اسهم “سوليدير” وغيرها من الصكوك. وهكذا راحت أسعار أسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت تتقلب بين أعلى على 12,51 دولاراً وأدنى على 12,30 دولاراً الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ12,40ن دولاراً في مقابل 12,37 أول من أمس (زائد (0,24 في المئة) والفئة “ب” بـ12,51 دولاراً، دونما تغيير بينما استقرت أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية على 1,60 دولار مع أسعار أسهم “بنك عودة” المدرجة على 6,35 دولارات لتتراجع أسعار شهادات ايداع المصرف الاخير من 6,60 دولارات الى 6,40 (ناقص 3,03 في المئة) وأسعار الأسهم التفضيلية – 2009 للمصرف الأول من 101,00 دولار الى 100,50 (ناقص 0,49 في المئة) وأسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة من 8,80 دولارات الى 8,77 (ناقص 0,34 في المئة).
وتبعاً لذلك ومع أخذ ارتفاع أسعار أسهم “ريمكو للسيارات” من 2,70 دولارين الى 3,19 دولارات (زائد 18,14 في المئة) في قطاع التجارة في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع طفيف مقداره 2,17 نقطتان ونسبته 0,18 في المئة على 1193,12 نقطة، في سوق مترددة تبودل فيها 143938 صكاً قيمتها 894427 دولاراً، في مقابل تداول 81985 صكاً قيمتها 772096 دولاراً أول من امس.
استمرار تراجع الأورو وعودة البورصات الى الارتفاع
في الخارج، تزايدت الضغوط على الاورو دافعة به نحو عتبة الـ1,35 دولار أكثر فأكثر، في تطور عزاه خبراء أسواق القطع العالمية الى ارتياح المستثمرين المؤسساتيين الى ما صدر من مواقف عن رئيسة الاحتياط الفيديرالي جانيت يللين في الشهادة الثانية التي أدلت بها أمس أمام اللجنة المالية التابعة لمجلس النواب الاميركي غداة تلك التي أدلت بها أول من أمس أمام اللجنة عينها التابعة لمجلس الشيوخ في الكونغرس وقد لمحت فيهما الى انها ستبقي سياسة التحفيز الكمي للاقتصاد في بلادها الى ان تظهر أرقام البطالة فيها أن تداعيات الأزمة المالية اختفت تماماً على رغم التقدم الذي أحرزته سوق العمل في الآونة الأخيرة والتحسن في مختلف قطاعات الانتاج. ومما عزز مشاعر الاطمئنان في الأسواق الارتفاع الذي سجله مؤشر NAHB الذي يقيس ثقة المطورين العقاريين في الولايات المتحدة من 48٫00 نقطة في حزيران الى 52٫00 نقطة في تموز بالتزامن مع ارتفاع الانتاج الصناعي فيها بنسبة 0٫2 في المئة في حزيران الى 0٫5 في المئة في أيار وأسعار الانتاج بنسبة 0٫4 في المئة في مقابل تراجع نسبته 0٫2 في المئة في أيار. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتحجب زيادة الفائض التجاري في منطقة الأورو الى 15٫8 مليار أورو في أيار من 15٫4 ملياراً في نيسان ولتجعل الأورو يقفل في نيويورك بـ 1٫3522 دولار في مقابل 1٫3570 أول من أمس، في تطور أفادت منه المعادن الثمينة، فأقفلت أونصة الذهب بـ 1298٫50 دولاراً في مقابل 1295٫00 وأونصة الفضة بـ 20٫75 دولاراً في مقابل 20٫71 في الفترة عينها.
وتعافت أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي مدعومة باطمئنان المستثمرين بعد بيانات اقتصادية صينية أظهرت نمواً للناتج المحلي الاجمالي فيها بنسبة 7٫5 في المئة في الفصل الثاني بوتيرة سنوية لأن الصين هي أكبر مستهلك للمواد الأولية في العالم. كما كان لتحسن الميزان التجاري في منطقة الأورو وللبيانات الاحصائية الأميركية في قطاعي البناء والصناعة الى شهادة ييلين الثانية أمام مجلس النواب في الكونغرس تأثيرها في دعم البورصات الأوروبية والأميركية، فأقفلت بارتفاع راوح بين 3٫17 في المئة في ميلانو و1٫18 في المئة في بروكسيل من جهة، وبين 77٫5 نقطة على 17138٫20 نقطة لمؤشر داو جونز الصناعي و9٫58 نقاط على 4425٫97 نقطة لمؤشر ناسداك من جهة أخرى.