Site icon IMLebanon

الاقتصاد المصري…خمسة مليارات لا تكفي

EgyptEcon3

طلعت المغربي

في لقائه الأخير برجال الأعمال المصريين علي حفل الإفطار تعهد عدد منهم للرئيس عبدالفتاح السيسي بالمساهمة بمبلغ خمسة مليارات جنيه لحملة «تحيا مصر» التي بدأها الرئيس السيسي بالتبرع بنصف ثروته وراتبه الشهري من أجل الوطن، والحقيقة أن تبرع أو مساهمة رجال الأعمال لا تكفي لإنقاذ الوطن في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها من إغلاق 5 آلاف مصنع الي بطالة بالملايين الي غلاء أسعار بعد رفع سعر الطاقة مؤخرا، ويبدو أن دور رجال الأعمال غائب عن المشهد، لقد كنا ننتظر منهم 50 مليار جنيه علي الأقل لكي يردوا جزءا من جميل الوطن عليهم، ولكن هذا لم يحدث وكأنهم ليسوا مصريين أو كأن دورهم هو الاستفادة من الوطن فقط دون المشاركة في بنائه.
لقد ذكر «وارن بافت» ثاني أغني رجل في العالم وصاحب أكبر شركة طيران قطاع خاص في حوار صحفي لمجلة «فوربس» منذ سنوات أنه رجل عصامي بني نفسه بنفسه، وأنه خبير في اقتناص الفرص فقط أما إدارة أعماله فيتركها لآخرين يقومون بالمهمة بدلا منه وأوضح «بافت» الذي يمتلك 67 مليار دولار وأنه يقطن في منزل من ثلاث غرف وأن زوجته طلبت منه شراء قصر باعتباره ثاني أغني رجل في العالم، إلا أنه رفض باعتبار أن ذلك بذخ لا معني له، والمهم هنا في هذا الحوار أن «بافت» أكد أن سعادته الحقيقية تكمن ليس في الأرباح التي يحققها كل عام لثروته الضخمة وإنما في المساهمة في المشروعات الخيرية مثل علاج الفقراء وتعليم غير المقتدرين وقد خصص «بافت» مثل «بيل جيتس» أغني رجل في العالم جزءا من ثروته للمساهمة في علاج الإيدز ومكافحة الفقر في الهند وأفريقيا.. والسؤال هنا: أين الدور الوطني لرجال الأعمال المصريين؟
هل سددوا الضرائب المستحقة عليهم والتي يقدرها البعض بـ70 الي 100 مليار جنيه؟ لماذا لا يساهمون في إنقاذ الـ5 آلاف مصنع متعثر أو بعضها علي الأقل؟ وإذا لم يساهم رجال الأعمال في إنقاذ سفينة الوطن الآن فمتي يتحركون ؟ لقد أعلنها «السيسي» صراحة في لقائه معهم مؤخرا أنه لا عودة للتأميم والاشتراكية وبالتالي المناخ مواتٍ لهم لاستئناف نشاطهم والمساهمة في إنقاذ الاقتصاد الوطني والمجالات كثيرة والفرص متعددة، المهم أن يبدأوا التحرك الآن وفورا وليس غدا.
< ضرب غزة بواسطة الطيران الإسرائيلي وهي الحرب المشتعلة الآن كان متوقعا بعد خطف 3 مستوطنين إسرائيليين وقتلهم في الضفة الغربية والسؤال: من هي الجهة التي تورطت في الخطف إذا لم تكن حماس؟ وهل كانت تتوقع رد فعل إسرائيليا غير الذي جرى؟ ما يحدث الآن نسخة من حرب إسرائيل علي لبنان 2006 بعد خطف حزب الله جنديين إسرائيليين مما دفع إسرائيل الي شن الحرب علي لبنان كله، ليس معني ذلك أننا لا نتضامن مع الفلسطينيين فهذا قدرنا ودورنا ولكننا نتساءل: من هي الجهة المستفيدة من شن حرب غير متكافئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟ وما جدوي الصواريخ الفلسطينية اذا لم توقع إسرائيليا قتيلا، المقاومة مطلوبة ومشروعة ولكنها ينبغي أن تكون فعالة وألا تصبح الحرب عبثا لا حدود له ولا جدوي له أصلا. < في لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية مؤخرا لخص الرئيس عبدالفتاح السيسي المشهد السياسي المضطرب في مصر بأننا في حرب داعيا إياهم وكافة طوائف الشعب الي مساندته «أعينوني بقوة» والحقيقة أن مصر تخوض أكثر من حرب وعلي أكثر من جهة في وقت واحد وهو أمر غير مسبوق في التاريخ المصري كله حتي الدول المجاورة لنا في الإقليم والمنطقة تخوض حروبا محددة ضد عدو واحد محدد ولكن نحن نواجه حالة استباحة كاملة لا يمكن تصورها. مصر تحارب الإخوان والقاعدة وأنصار بيت المقدس وأجناد الأرض والبلطجية وبعض فلول الوطن هذا في الداخل، وفي الخارج هناك الفلتان الأمني وتهريب السلاح علي الحدود الليبية والسودانية ومع غزة عبر الأنفاق ناهيك عن الدعم القطري والتركي بلا حدود للإخوان من أجل إعادة «مرسي» الي الحكم أو علي الأقل إعادة إدماجهم في الحياة السياسية مجددا رغم كل حوادث العنف والإرهاب التي تورطوا في ارتكابها، هذا بخلاف المؤامرات الإسرائيلية - الأمريكية لإنهاك مصر وإدخالها في دوامة من الفوضي، ناهيك عن إثيوبيا وسد النهضة الذي يؤثر علي حصة مصر في مياه النيل إذا تم بناؤه بتصميماته الحالية. باختصار الأعداء كثيرون في الداخل والخارج، وتبدو المسألة وفقا للأحداث الكبري التي تمر بها جزءا من مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد نشر الفوضي الخلاقة التي تفضي الي تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ، وإذا كانت الخطة قد فشلت بسبب ثورة 30 يونية التي أحبطت المخططات الأمريكية لتقسيم المنطقة إلا أن المؤامرة مستمرة، هكذا علمنا التاريخ.