Site icon IMLebanon

شحّ المياه في إهدن يكبّد الأهالي خسائر… ولا من يتحرّك!

Nahar

يوما بعد يوم تعلو الصرخة في اهدن بسبب شح المياه، وانخفاض منسوب نبع مار سركيس الذي كان الى الامس القريب يروي البشر والشجر، فبات اليوم غير كافٍ لري قلة من ابناء البلدة تصلهم المياه بالقطّارة عبر شبكات مهترئة.
صحيح ان لبنان يعاني قلة المياه هذه السنة نتيجة الشح في الأمطار، لكن احد ابناء البلدة المزارع بطرس فرنجية، الذي يعرف بأمور المياه، يسأل أين مياه نبع مار سركيس؟ وفي رأيه “أن أغلب سواقي و”نبّوعات” إهدن ليست جافة بل هي بمستوى الدفق شبه الطبيعي، وهذا ما يثير الحيرة والتساؤل عن مياه مار سركيس”. ويضيف هل أن سنة من الجفاف النسبي كافية لاختفاء المياه كليا من النبع؟ ولماذا شحّ النبع ولم تشح “النبوعات” الاخرى بالمستوى والمنسوب نفسهما؟
الا تتطلب هكذا مشكلة تحركاً لإيجاد حلّ من فرق هندسية عالمية ذات خبرة بجيولوجيا المغاور والينابيع؟”.
من جهتها، تشكو منى الدويهي: “قمنا بشراء وتركيب خزانات اضافية لتخزين المياه لكننا تكبدنا اكلافاً من دون فائدة، اذ ان المياه لا تصل الى بيوتنا وان وصلت فلأقل من ساعة، وهي خفيفة جداً”. وتضيف انه منذ ما يقارب العشر سنوات مضت، كان نبع مار سركيس يفيض ويروي البشر والشجر على مدى 24 ساعة يومياً وطوال ايام الصيف، وكنا نقوم بالنزهات على ضفاف النهر الهادر الى قزحيا وابو علي. وأذكر تماماً خرير المياه اما اليوم فلا نهر ولا نبع ولا خرير”.
أحد المسؤولين عن توزيع مياه الشفة، أوضح أنه من السهل جداً هذه السنة الدخول الى عمق نبع مار سركيس، “وامكان رؤية المياه قليلة متجمعة على مستوى منخفض تحت مستوى القسطل الساحب، ونحن نحاول بطرق شتى جمعها، وتخزينها وارسالها كل يوم بيومه… واليوم نحاول اقامة حائط من الخفان داخل النبع لجمع المياه وضخها الى السد لتتوزع منه عبر الشبكة الى الاهالي”.

المشروع التجميلي؟
من جهة ثانية، يقول عدد من المزارعين، الذين علت صرختهم جراء عدم تمكنهم من ري أشجار التفاح والاجاص فباتوا يشترون الصهاريج لري البساتين، ان المشكلة ليست الشح بل هي في المشروع التجميلي الذي نفذ عند النبع لإقامة متنزه، ما ادى الى قفل كلي لفتحة المغارة التي كان يتدفق منها النبع “فعادت المياه الى الخلف وغارت في التشققات وازداد منسوب نبع عينطورين الواقع على كتف قزحيا، وهذا يعني ان المشروع ضيّع المياه. وحتى الساعة لم يقبل احد من المسؤولين في البلدية او وزارة الطاقة بإعادة فتح فجوة المغارة لإعادة تدفق المياه وتنظيف النبع كما كان يحصل سنوياً من نواطير مياه الري. وهذا ما كان يساعد كثيراً في “تفتيح” شرايين النبع واعادة تدفق مياهه. اذ كيف تتدفق المياه اذا لم يتم تنظيف مجاريها وهذا امر لم يحصل منذ سنوات طويلة منذ التجميل؟”.
وبين الشح واللامسؤولية، يدفع الاهدنيون الثمن في أرزاقهم الآيلة الى التلف جراء عدم الري، ومن جيوبهم، جراء تكبدهم نفقات اضافية لشراء المياه للاستعمال المنزلي. اكلاف باتت تهدد الصيفية بنهاية مبكرة، وخصوصاً ان اسعار”نقلة” المياه تزداد يوماً بعد آخر كلما اشتدت الازمة وهي الى اشتداد لأن المزارعين بدأوا ري البساتين عبر شراء المياه فارتفعت الاسعار في شكل جنوني.