Site icon IMLebanon

صليب غزّة

 

بدأت العملية الإسرائيلية البريّة على غزّة. في العلم العسكري ربما هي عملية برّية، لكن في القيم الانسانية والخلاقية هي حرب إبادة تنفّذها آلة الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

طوال 10 أيام شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة ضد مساحة تبلغ حوالى 360 كيلومتراً مربعاً ليس أكثر ويعيش عليها حوالى مليون و700 ألف انسان في اكتظاظ بشري هائل. وها إن الهجوم البرّي بدأ مدعوما بغارات جوية وقصف برّي وبحري!

في المعادلات العسكرية هي معركة إبادة محسومة. لكن في المعادلات التاريخية ثمة درس مفاده أن أي احتلال لم ينجح في إبادة شعب وفي تأبيد احتلاله. أما في المعادلات الانسانية فما يجري مجزرة بكل معنى الكلمة وجريمة ضد الانسانية.

الثابت هو أنه مهما فعلت إسرائيل فلن تستطيع أن “ترمي الفلسطينيين في البحر”. هي لم تتمكن من فعل ذلك منذ نشوء دولة إسرائيل في العام 1948… ولن تتمكن من فعل ذلك اليوم انطلاقاً من مبدأ بسيط وهو أنه “ما مات حقّ وراءه مطالب”، فكيف حين يكون الحق مرتبطاً بالأرض والهوية؟!

يبدو أنّ قدر هذه الأرض سيبقى الصليب. قبل أكثر من 2000 عام كان صليب أراده البعض نهاية لشخص مزعج فتحوّل “ثورة” غيّرت وجه العالم. واليوم ثمة من يحاول أن يصلب شعب غزّة وفاته أنه دائما بعد درب الجلجلة والصليب… قيامة!