IMLebanon

الحريري: الإنتخابات الرئاسية أولاً والدولة وحدها مسؤولة عن محاربة الإرهاب

saad-hariri-new

 

رأى رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري أن المجتمع الدولي يراقب عن بعد العدوان الاسرائيلي على غزة، ويكتفي بإطلاق الدعوات لضبط النفس ولا يبادر إلى خطوات عملية توقف المجزرة الجارية ضد الشعب الفلسطيني، مطالبا بوقف فوري للعدوان على القطاع، ولافتا الى ضرورة ايجاد الية دولية تمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة.

الحريري، وفي كلمة متلفزة ألقاها خلال افطار رمضاني اقامه تيار “المستقبل” في مختلف الاراضي اللبنانية، اشار الى أن لبنان في عين العاصفة وعلى كل المسؤولين والقيادات السياسية سلوك الخيارات التي تحمي الاستقرار الوطني وصيغة العيش المشترك، لافتا الى أنه من الصعب عزل لبنان عزلاً تاماً عن مخاطر المنطقة وإقامة سياج سياسي وأمني واقتصادي يحميه منها.

وشدد على انسحاب “حزب الله” من الحرب السورية، وقال: “أن يكون الحزب جزءاً من مشروع وطني لبناني تقوده الدولة لمواجهة الإرهاب، شيء جيد، أما أن يكون جزءاً من مثلّث تقوده إيران وفيه دولة المالكي في العراق ودولة الأسد فهذا يشكل عبئاً كبيراً على لبنان وسلامةِ اللبنانيين”، مؤكدا أن كل تنظيم يرمي بالشباب إلى التهلكة والتفجير هو بالنسبة لنا إرهاب وعدوّ للبنان.

واشار الى أنه سيبدأ مشاورات مع حلفائه في 14 آذار وحوارات مع مختلف القوى السياسية خارج 14 آذار، عنوانها البحث عن أي طريقة لإنهاء حال الشغور في رئاسة الأولى، وأضاف: “نحن عامل مساعد لانتخاب الرئيس ولسنا العامل المقرر وفي نظرنا العامل المقرر هو توافق المسيحيين على مرشح، ونحن نوافق عليه سلفاً من دون أي تحفّظ”، ومعتبرا أن تعطيل النصاب الدائم بحجة غياب التوافق المسيحي يهدد أساس وجود لبنان.

وفي موضوع الانتخابات النيابية، طالب الحريري بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وقال: “لا نريد التمديد لمجلس النواب، لكن مدخل الانتخابات النيابية، هو انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد”، مشيرا الى أن اجراء انتخابات نيابية في غياب رئيس للجمهورية يعني مجلس نواب من دون رئيس للمجلس.

وتابع: “هناك جهات داخلية وخارجية تريد هذا سيناريو الفراغ وانهيار مؤسسات الدولة، لكننا نحن غير مستعدين لننفذ لها هذا السيناريو”، مشيرا الى أن يتعوّد اللبنانيون على غياب الرئيس وغياب صورته ودوره ومسؤوليته، هو الخطر الذي يتهدّد موقع الرئاسة.

ولفت الى أن أي محاولة للقفز فوق صيغة الوفاق الوطني و”الطائف” هي خطوة في المجهول لا تضيف إلى الواقع السياسي الراهن سوى المزيد من الانقسام والفراغ، مشيرا الى أن جعل رئاسة الجمهورية رهينة الاقتراع الطائفي هي ضرب من ضروب المغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وبقواعد المناصفة التي كرسها اتفاق الطائف.

وأكد الحريري، أن الدولة هي المسؤولة عن حماية المواطنين والمعنية حصراً بملاحقة ومداهمة أوكار الإرهاب والإجرام، معتبرا أن مشكلة الإرهاب هي مع جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق، تحت سقف الدولة وبأدوات الدولة وأجهزتها، وأضاف: “لقد عشنا جميعاً فترات من القلق والشعور بعدم الاستقرار نتيجة أعمال إرهابية لم تكتمل بفضل وعي وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الرسمية”.

وتابع: “أهل السنَّة في لبنان معنيون كباقي اللبنانيين بمكافحة هذه الآفة ومنع امتدادها ورفض شعاراتها، وأي كلام آخر عن وجود حاضنة للخلايا الإرهابية في الوسط السُنّي هو كلام مشبوه ومرفوض يرمي إلى تبرير الإصرار على المشاركة في الحرب السورية”.

وفي الملف الامني، اعتبر الحريري أنه هناك من يحاول تزوير إنجازات الخطة الأمنية وتصويرها على أنّها خطة موجهة ضدّ السُنّة في لبنان، وقال: “هناك تجاوزات وقعت من قبل بعض الأجهزة، وهي تجاوزات مرفوضة وتتم معالجتها”، مؤكدا أن كل من ارتكب جرماً بحق طرابلس وأهلها وساهم في ضرب المدينة سيبقى ملاحقاً بالقانون مهما حاول التلطي خلف ما يجري في العراق أو سوريا”.

وختم: “تريدون محاربة “داعش” والقاعدة تعالوا إذن إلى كلمة سواء، إلى خارطة طريق نعبر من خلالها إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتحقيق الإنسحاب من سوريا”، مؤكد على بقائه كصوت العقل ومنحازين للعقل ومتأكدين من إنتصار العقل، عند كل اللبنانيين الذين جربوا الجنون 20 سنة، وعادوا بعدها إلى العقل.