علمت “المركزية” ان اتصالات تجري على أعلى المستويات مع المراجع الدولية وتحديدًا مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتخصيص لبنان بزيارة خلال جولته على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط التي تبدأ اليوم حسبما اعلن مساعده للشؤون السياسية جيفري فيلتمان واصفا هدفها برغبة بان بالتعبير عن تضامنه مع الاسرائيليين والفلسطينيين.
وتتركز الاتصالات استنادا الى مصادر المعلومات على ان زيارة بان للبنان ان تمت في الظرف الراهن فانها ستحمل في طياتها اكثر من اشارة ايجابية وبعد سياسي، متوقعة ان يعرّج المسؤول الأممي على بيروت من منطلق حرص المجتمع الدولي واعضاء مجلس الامن واتحادهم في الموقف الداعم لسيادة لبنان وامنه وسلامة اراضيه في وجه التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها وفي دعواتهم المتكررة للاطراف اللبنانية كافة لانتخاب رئيس جمهورية في اسرع وقت ممكن وتشير مصادر المعلومات الى وصول السفير اللبناني في نيويورك نواف سلام الى لبنان ليكون في استقبال بان عند زيارته بيروت.
وتقول المصادر لـ”المركزية” ان الامم المتحدة تضع الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في لبنان في جدول اهتماماتها الدولية وإن لم يكن في الاولويات، غير انها تعتبر المس به خطا احمر غير جائز تجاوزه مذكرة بالبيان الرئاسي الشهير لاعضاء مجلس الامن العام الفائت الذي كرس جزء كبير منه لدعم سيادة لبنان وسلامة اراضيه وامنه وسياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية. ودعا الى دعم دولي منسق في وجه التهديدات المتنامية للبنان مؤكدا ان اعضاء المجلس ما زالوا متحدين كما كانوا في مقاربتهم للوضع اللبناني.
ونتيجة الاتحاد والدعم الدوليين تؤكد المصادر، ولدت المجموعة الدولية لدعم لبنان في مؤتمر نيويورك التي تبنى خلاصاتها مجلس الامن الدولي في 26 تشرين الثاني 2013. وتشكل زيارة بان الى بيروت محطة لتجديد هذا الدعم الذي تجلى في المؤتمرات التي عقدت في باريس وروما وخصصت لمساعدة لبنان ولتفعيل القرارات المتخذة في سائر المؤتمرات التي انعقدت في عدد من الدول من بينها الكويت تحت عنوان تقديم المساعدات للدول التي تستضيف نازحين.
واذا كان رأس السلطة في الدولة اللبنانية شاغرا بفعل الصراع السياسي والخلافات المحتدمة بين المسؤولين، فان زيارة بان من شأنها ان تدفع ملف الاستحقاق الرئاسي قدما وتعكس للخارج صورة لبنان الدولة والمؤسسات التي يقودها مجلس الوزراء برئاسة الرئيس تمام سلام وهو ما حمل سلام وفق المصادر على حسم قراره وتخطي بعض المعوقات التي حالت دون توجيه الدعوة الى مجلس الوزراء للانعقاد فاتخذ قراره اليوم ووجهها تأكيدا على استمرار عمل المجلس ووجود سلطة فعلية في الدولة في ظل الفراغ الرئاسي والشلل المجلسي.
واوضحت ان الحراك الدبلوماسي في اتجاه السراي المتوقع ان يتوج بزيارة لسفراء الدول الخمس والممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي يركز على هذه النقطة تحديدا وضرورة استمرار العمل في مجلس الوزراء لتبديد النقزة التي اصابت بعض الدول الغربية من التعطيل المتحكم بمؤسسات الدولة اللبنانية وحملتها على اعادة النظر في المساعدات التي اقرتها للبنان او في الحد الادنى تجميدها في انتظار اكتمال عقد السلطة بانتخاب رئيس جمهورية وإعادة احياء العمل التشريعي، خصوصا ان لبنان يحتاج هذه المساعدات في اقرب وقت خصوصا العسكرية منها لتعزيز قدرات الاجهزة الامنية في مواجهة موجات التطرف والعمليات الارهابية.