IMLebanon

بري: لا عودة بوزارة المال إلى 2005

Nabih-berri-1

 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب صحيفة “الأخبار” أنه يدعم وزير المال علي حسن خليل في إصراره على رفض تسديد رواتب الموظفين ما لم يُجز مجلس النواب تسديدها بقانون.

وقال: “إن المشكلة ليست ابنة ساعتها، ولا عمرها يعود الى الايام الاخيرة على نحو ما يشيعه البعض كأزمة طارئة استجدت وفاجأت الجميع. بل تعود الى الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في آذار الماضي، عندما طلب وزير المال الكلام للمرة الاولى وشكر رئيس الحكومة على ثقته بتوزيره، وأبلغ اليه ما يتوقع أن يلقى معارضة من زملائه الوزراء، وهو أنه لن يجيز إنفاق أي سلفة خزينة لا تقترن بسند قانوني. قال أيضاً إنه يعرف أن إجراءً كهذا سيثير غضب الوزراء، إلا أن عليه مبكراً إطلاعهم على الامر”.

وأضاف بري: “بالفعل أغضب هذا الموقف الوزراء جميعاً الذين راحوا يشتكون إلي من الوزير خليل، بمن فيهم زميله في حركة أمل وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر من أنه لا يستطيع الحصول على سلفة خزينة من وزير المال لحاجات ملحة لوزارته، ليس لها سند في احتياطي الموازنة. تسبب الامر بخلاف أيضاً مع الرئيس ميشال عون. حركة أمل اليوم هي في موقع المسؤولية المباشرة عن الخزينة ومالية الدولة، ولن أسمح بأي إجراء من شأنه تكريس مخالفة قانونية. الموقف قاطع”، مشيرا إلى أنه سيعيد الآلية القانونية لتسديد الرواتب الى نصابها الصحيح.

وتابع بري: “إن نواب تيار المستقبل يبررون الدفاع عمّا درج عليه السنيورة بأنه عرف قابل للاستمرار وممكن، كأن يراد تكريسه قاعدة موازية، بل بديلة من القاعدة الأم التي ينص عليها القانون. تالياً، لا تسديد للرواتب، في حساب هذا الفريق، بإجازة من الهيئة العامة لمجلس النواب. حيال هذا الموقف، يتشبّث السنيورة وتيار المستقبل بعدم إدراج هذا البند في جدول أعمال أي جلسة نيابية محتملة”.

وتحدث بري عن مشكلة كبيرة لا تزال بلا حل، هي مبلغ 11 مليار دولار أميركي أنفقتها حكومة السنيورة بين عامي 2006 و2008، بعد استقالة الوزراء الشيعة والوزير يعقوب الصراف، لا مستندات قانونية فيها على الاطلاق، ومن بينها هبات ومساعدات الى الحكومة اللبنانية أهدرت، معتبرا أن الموضوع ينطوي على بعد سياسي في حجم إهدار مالي ضخم كهذا بلا قيود رسمية، إلا أنه أضحى اليوم أمام وزير المال برسم معالجته، وضرورة إنهاء هذه المشكلة.

وقال “الأخبار”: “مذ كشف عن مبلغ 11 مليار دولار، لم يشأ أي وزير للمال جبه المشكلة، وهو يقاربها بلا وثائق وقيود رسمية، حملت أحد وزراء المال المتعاقبين في حكومة سابقة على القول إنه يحاذر الخوض فيها، ويفضّل أن يورثها ويتركها لمَن يخلفه. ترجمة لذلك، طلب بري من خليل بعيد تسلمه حقيبة المال إحاطة نفسه بفريق عمل من 30 الى 40 اختصاصياً معنياً لمراجعة كل ما يتصل بالـ11 مليار دولار، ومحاولة جمع مستنداتها القانونية ـــ غير الموجودة أساساً ـــ لتحقيق قيودها في وزارة المال وإنهاء عبئها على الخزينة العامة.

وأضافت: “يشير رئيس المجلس الى توخيه وضع حدّ لملف لم تعد آثاره السلبية ـــ على خطورتها ـــ تقتصر على الشق المالي الغامض الذي يحتاج حقاً الى حل، بل بات المطلوب كذلك إنهاء تداعيات مرحلة سياسية خبرها اللبنانيون جميعاً، وشهدت أحد أكبر انقسامات وطنية مرّ فيها لبنان، عبّرت عنها آنذاك حكومة غير ميثاقية بكل ما فعلت. بيد أنه يلاحظ أن الفريق الآخر لا يريد إخراج نفسه من المرحلة تلك، ويتشبث بنتائجها وأخطائها، ولا يتردد في تبريرها. عوض أن يغادرها، يسعى الى تعميم نتائجها المخالفة للقانون. وها هو الخلاف على طريقة إخراج تسديد رواتب موظفي القطاع العام يحاول، عبر تعطيل جلسة مجلس النواب، تعميم مخالفة 2005 على تداعياتها عام 2014”.