أكد وهبي قاطيشا مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان التركيز في العمل السياسي على قيام الدولة وبناء المؤسسات، في دولة تكون وحدها قادرة على تأمين حاجات المواطن، الأمنية والاقتصادية والإنمائية”، سائلا: “هل يمكن للدولة أن تستقيم بدون رأس لها؟! وهل يمكن للدولة أن تنهض بدون حكومة تمارس صلاحياتها بشكل طبيعي؟! وهل يمكن أن تعمل ومجلس نوابها معطّل؟! هل يمكن أن تدعي أنها دولة، وعلى كعبها دويلة تقضم من صلاحياتها كل يوم، وتسلب أموالها على “عينك يا تاجر” في المرفأ والمطار؟! وتصادر قراراتها وترهن مستقبل ومصير المواطنين فيها لدولة غريبة، لا تنطق بلسانها العربي، ولا تقدم لشبابها سوى الإغراءات للموت فوق ساحات الشرق الأوسط خدمة لحلمها المستحيل، ووهم قيام إمبراطورية فارسية بين باكستان وجنوبي لبنان؟!
وهبي، وخلال احتفالٌ لتدشين البئر الارتوازي في عكار، لفت الى ان وهم هذا الحلم المستحيل تبخر، لأن الهلال الفارسي تصدع باندلاع الثورة السورية، وها هو اليوم ينكسر نهائياً في العراق، كما يستحيل إعادة بنائه في المستقبل مهما كانت نتائج الأحداث الأليمة التي تضرب سوريا والعراق.
وأكّد قاطيشا أن “القوات اللبنانية” حاولت إعادة صناعة رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين، عندما تقدم رئيسها بشكل حضاري على الترشح للمسؤولية الأولى في الدولة آملاً أن يجتمع أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بصرف النظر عن الفائز الذي ينتخبه أعضاء المجلس النيابي، بعد السنين العجاف التي كان يصنع فيها الرئيس في أقبية آل الأسد، لكن هؤلاء البعض كان مصرّاً على إبقاء صناعة الرئيس في الخارج مع حلفائه، ورفض النزول إلى ساحة النجمة على مدى ثماني جلسات متكررة للمجلس، وكأنهم بذلك أدمنوا الارتهان للخارج.
وقال: “إذا كانت مآخذنا على “حزب الله” كبيرة، لأنه يرهن مصير لبنان للدولة الإيرانية خدمة لإستراتيجية فارسية يؤمن بها، لكن جريمة من يغطي الحزب وتجاوزاته هي أكبر بكثير، كون هؤلاء بنوا “أمجادهم” المزيفة على الإدعاء بأنهم الوحيدين المدافعين عن الدولة ومؤسساتها ليسقطوا اليوم في أحضان الدويلة الجاهدة على إلغاء لبنان وتحويله إلى محافظة في دولة ولاية الفقيه خلافاً لواقع تاريخه العربي المجيد .”