فوجئ مقاتلو “حزب الله” الأربعمئة الذين أرسلوا على عجل في التاسع من الشهر الجاري إلى المرتفعات الجبلية في مناطق القلمون المشرفة على أراضي لبنان البقاعية الوسطى والشمالية، بانتشار جديد لقوات “الجيش السوري الحر” و”جبهة النصرة” ومقاتلين لبنانين من شمال لبنان وبقاعه، في تلك المرتفعات، التي بقيت عصية على ميليشيات الحزب وجيش نظام الأسد.
وقالت أوساط أمنية رسمية لبنانية لـ” السياسة” إن “قيادات حزب الله اضطرت بعد ثلاثة أيام فقط من عودة انفجار جبهة القلمون، إلى استدعاء 600 مقاتل آخر جرى نقل نصفهم تقريباً من مناطق القتال في شمال سورية مثل حلب وحماة واللاذقية”، كاشفةً أن “ما شكل مفاجأة الزخم العسكري هو غزارة نيران قوات المعارضة الناجم عن حصول “الجيش الحر” وبعض الفصائل المقاتلة على أسلحة نوعية “فتاكة” جديدة ما عدا الاسلحة المضادة للطائرات، وذلك استناداً إلى شهادات مقاتلين جرحى من الحزب، أكدوا أن أكثر الإصابات في صفوفهم، خلال الأسبوعين الماضيين، ناجمة عن صواريخ مضادة للدبابات والدروع شديدة الفاعلية ودقيقة التصويب”.
ونددت قوى سياسية لبنانية في طرابلس بإعلان الجيش اللبناني تنفيذ انتشار أمني واسع ومكثف في منطقة البقاع الشمالي وعلى الحدود اللبنانية – السورية للحد من تسلل عناصر المعارضة السورية الى مناطق نفوذ “حزب الله”، معتبرةً أنه “كان يجدر بقيادة هذا الجيش ان تنفذ انتشارها المتأخر جدا قبل اندلاع الثورة السورية لمنع “حزب الله” من الحصول على عشرات الاف الصواريخ واغراق لبنان في حروب مع اسرائيل وفي سورية تنفيذا لأوامر طهران”.
وقالت الأوساط الأمنية لـ”السياسة” ان حسن نصرالله ومجموعة عصبته القيادية يعتبران “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة عدوهما رقم واحد قبل تنظيم “داعش”، إذ يبدو أن هذه الجبهة أخذت على عاتقها ملاحقة وجود ميليشيات “حزب الله” في سورية، ومطاردتها إلى داخل معاقلها في الاراضي اللبنانية.
وقدرت الأوساط خسائر الحزب في معارك القلمون المتجددة منذ نحو أسبوعين بـ 134 قتيلاً و214 جريحاً و19 أسيراً، وأكثر من 30 جثة بحوزة مقاتلين سوريين معارضين.